فَإِنَّ النَّوفَلِيَّة هُنَا لَيْسَتْ امرأة ، وَإِنَّما هِيَ مِشْطة تعرف بالنوفليّة.
وأَمَّا قولُهُ :
...... |
|
وَلاَ أَرْضَ أَبْقَلَ إبْقَالَـهَا (١) |
ففيه شيئانِ يؤنسانِ وواحدٌ يُوحَشُ مِنْهُ : أَما المؤنسان :
فَأَحَدَهُمَا : أنّه تأنيثٌ لَفظِيُّ لا حقيقي.
والآخر : أَنَّهُ لا علامة تأنيث في لفظهِ.
وأَمَّا المُوحِش ، فَهْوَ أَنَّ الفاعِلَ مُضمَرٌ ، وإذا أُضْمِرُ الفاعِلُ في فِعْلِهِ وَكَانَ الفَاعِلُ مُؤنَّثاً لَمْ يَحْسُنْ تَذْكِيرُ فِعْلِهِ حُسْنَهُ إذَا كانَ مُظهراً ، وذلك أَنَّ قَوْلَك : قامَ هندٌ أَعذَرُ مِنْ قولِك هندٌ قامَ ، مِن قِبَل أَنَّ الفِعْلَ مُنصَبِغٌ بالفاعِلِ المُضمَرِ فيهِ أَشدُّ من انصباغِهِ بِهِ إذا كانَ مُظْهَراً بَعْدَهُ.
فَقَامَ هندٌ ـ على صبغة ـ أقْرَبُ مَأخَذاً مِنْ هندٌ قامَ لِمَا ذكرنَاهُ وَذَلِك أَنَّك إذا قُلْتَ : قامَ ، فإلى أَنْ تَقُولَ : هندٌ ، فاللفظُ الأَوَّلُ مقبولٌ غير محجوج لأَنَّ الفعلَ أصلُ وضعِهِ على التذكير ، فإذا قلت : هندٌ قام ، فالتذكير الآتي من بعدِهِ مُخالفٌ للتأنيثِ السابِق فيما قبلُ ، فالنَّفسُ تَعَافُهُ لأَوَّلِ استماعِهِ. وَقَوْلك : قامَ هِندٌ ، النفس يتَقْبَّلُ تَذْكِيرَ الفِعْلَ أَوَّلَ استماعِهِ إلى أَنْ يَأتي التَّأنيثُ فيما بعد.
وقد سبقَ تذكيرُ الفعل على لفظ غير مَأبيّ ولا مَرْذُول ، وَرَدُّ الغائب ليسَ
__________________
غلظ أقل من الساعد ثم يُحشَى ويُعطفُ فَتَضَعُهُ المرأةُ على رأسِها ثم تختمر عليه.
انظر : الخصائص : ٢ / ٤١٤ والمحتسب : ٢ / ١١٢ واللسان : ١٤ / ١٩٧.
(١) صدره :
فلا مُزنَةٌ وَدَقَتْ وَدْقَـهَــا |
|
...... |
والبيت لعامر بن جُوَين الطائي. والمُزنَة : السَّحَابةُ. وَدَقَتْ : أمطرتْ.
أبقلت الأرضُ : نَبَتَ بَقلُهَا. انظر : الكتاب : ١ / ٢٤٠ والخصائص : ٢ / ٤١١ والمحتسب : ٢ / ١١٢ والكافية : ١ / ١٤ والخزانة : ١ / ٤٦.