ولا يَحْسُنُ أن تجعَلَهُ معَ (تَقَوَّلَ) وصفاً (١) ، أيْ : تَقَوُّلاً كَذِباً ، لأَنَّ التقُّولَ لا يكون إِلاَّ كَذِباً ، فَلاَ فائدةَ إذاً فيهِ (٢).
جريان المصدر مجرى الفعل
روى ابنُ مجاهد عن روح عن أَبي السَّـمَّـال : أَنَّهُ قَرَأَ : (أو كُلَّمَا عَهِدُوا عَهدَا) (٣).
قَالَ أَبو الفتح : كَأَ نَّهُ أَشْبَهَ بِجَرِيَانِ المَصْدَرِ على فعلِه لأنَّ عهدتُ عهداً في العادة من عاهدتُ عَهْداً ومِنْ ذَلِك الحديثُ المأثور : «مَنْ وعَدَ وعْداً فَكَأ نَّمَا عَهِدَ عَهْدَا» (٤) وقراءة الكافّة : (عَاهَدُواْ عَهْداً) عَلَى معنى أعْطَوا عَهْداً عَلَى مَذْهَبِ الجماعةِ كَأَ نَّهُ مَفْعُولٌ بِهِ.
وعَلى قراءة أبي السّـمَـالِ هُو منصوب نصبَ المصدرِ ، وقَدْ يجوزُ أنْ ينتصبَ على قراءةِ الكافَّةِ على المصدر إِلاَّ أَنَّهُ مصدرٌ محذوفُ الزيادة أَيْ :
__________________
(١) ذهب العُكبَري إلى جواز أنْ يكونَ (كَذِباً) مفعولاً ونعتاً. انظر : إملاء ما منَّ به الرحمن : ٢ / ٢٧٠.
(٢) المحتسب : ٢ / ٣٣٣.
(٣) من قوله تعالى من سورة البقرة : ٢ / ١٠٠ : (أَوَ كُلَّمَا عَاهَدُواْ عَهْداً نَّبَذَهُ فَرِيقٌ مِّنْهُم بَلْ أَكْثَرُهُمْ لاَ يُؤْمِنُونَ).
(٤) الحديث ذكره ابن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة : ١٩ / ٢٤٨ في شرح الحكم رقم (٣٤١) قال : «وفي الحديث المرفوع : مَنْ وَعَدَ وَعْدَاً فَكَأَ نَّمَا عَهَدَ عَهْدَاً». وذكره المناوي (ت / ١٠٣١ هـ) في فيض القدير شرح الجامع الصغير للسيوطي : ٤ / ٤٩٧ في شرح الحديث (٥٦٨٤) ، قال : «وفي الحديث : مَنْ وَعَدَ وَعْدَاً فَقَدْ عَهَدَ عَهْداً. كذا في شرح الشهاب للعامري».
والحديث ضعيف لأ نّه مرسل لا سند له ، ولم تذكره سائر كتب الحديث».