فِيه كَمَا ظَنَّهُ الفَرَّاءُ (١).
جمع التكسير
جمع القلّة والكثرة
قَرَأَ طَلحة : (فَالصَّوالح قوانِتُ حَوافِظُ لِلْغَيبِ) (٢).
قَالَ أَبو الفتح : التّكْسيرُ هُنَا أَشْبَهُ لَفْظَاً بالمَعْنَى ، وذَلِكَ أَنَّهُ إنَّمَا يُرَادُ هُنَا مَعْنَى الكثرةِ ، لاَ صالحات مِن الثلاثِ إلى العَشْرِ ، ولَفْظُ الكثرةِ أَشْبَهُ بِمَعنَى الكثرةِ مِنْ لَفْظِ القِلَّةِ بِمَعْنَى الكَثْرَةِ ، والألِفُ والتَّاءُ مَوضوعَتَانِ لِلْقِلَّةِ ، فَهُمَا عَلَى حدّ التَّثنيةِ بمنزلةِ (الزيدون) من الواحد إذا كان على حدّ (الزيدانِ).
هَذَا موجب اللغة عَلَى أَوضَاعِهَا غَيْرَ أَنَّهُ قَدْ جَاءَ لفظ الصِّحةِ والمَعْنَى الكثرة ، كَقَولِهِ تَعَالَى : (إنَّ المُسْلِمينَ والمُسْلِمَاتِ) إلَى قَولِهِ تَعَالَى : (والذَّاكِرين اللهَ كَثيراً والذَّاكِرَاتِ) (٣) والغَرَضُ فِي جَمِيعِهِ الكَثْرَةُ لاَ مَا هُو لِمَا بَيْنَ الثَلاثَةِ إلَى العَشَرةِ.
وكانَ أَبو عَليِّ يُنْكِر الحكايةَ المروية عَنِ النَابِغَة وقَدْ عَرَضَ عَلَيهِ حَسَّانُ شِعرَهُ ، وأَ نَّهُ لما صارَ إلى قَولِهِ :
__________________
(١) المحتسب : ١ / ٢٩٢ ـ ٢٩٣.
(٢) من قوله تعالى من سورة النساء : ٤ / ٣٤ (فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِّلْغَيْبِ).
(٣) سورة الأحزاب : ٣٣ / ٣٥.