أعطيتُهُ مِنْ الدِّرْهَمِ ، لأنَّ هذَا مَعْنَاهُ بَعْضُهَا ، وَلَيْسَ يريدُ أنَّ الدرْهَمَ بعضُ اليد ، لكن معنى (مِنْ) هنا ابتداء الغاية ، أيْ : كَانَ ابتداءُ العطية مِن يَدِهِ وَلَيْسَ مَعْنَاهُ : أَعْطَاهُ بَعضَ يَدِهِ (١).
الباء الزائدة
قَرَأ يحيى وإِبراهيمُ : (مِمَنْ كَذَبَ بآيَاتِ الله) (٢) خفيفة الذَّالِ قَالَ أَبو الفتح : يَنْبَغِي أنْ يَكُونَ دُخُولُ الباءِ هُنَا حَمْلاً عَلَى الَمَعْنى (٣) وَذَلِك لأَ نَّهُ فِي معنى مَكَرَ بِهَا ، وَمَا أَكْثَرَ هَذَا النَحُو في هَذهِ اللغة! وَقَدْ ذَكْرنَاهُ فِيَما مَضَى (٤) وَمِنْهُ قَوْلُهُ :
أَلَمْ يَأَتِيك والأنباءُ تَنمِي |
|
بِمَا لاَقَتْ لَبُونُ بَنِي زِيَادِ (٥) |
زَادَ الباءَ فِي (بِمَا لاقَتْ) لَمَّا كَانَ مَعْنَاهُ أَلَمْ تَسْمَعْ بِمَا لاَقَتْ لَبُونُهُمْ ، وَفيِهِ
__________________
(١) المحتسب : ٢ / ٣٤٧ ـ ٣٤٨.
(٢) من قوله تعالى من سورة الأنعام : ٦ / ١٥٧ : (فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ كَذَّبَ بِآ ياتِ اللهِ وَصَدَفَ عَنْهَا).
(٣) فيكون (بِآيَاتِ) مفعولاً ويجوز أنْ يكونَ حالاً ، أي : كَذَبَ وَمَعَهُ (بِآيَاتِ اللهِ).
انظر : إملاء ما منَّ به الرحمن : ١ / ٢٦٦.
(٤) تنظر : ص : ١٨٩.
(٥) البيت لقيس بن زهير العبسي ، ويروى (يبلغك) مكان (يأتيك). انظر : الكتاب ٢ / ٥٩ ونوادر أبي زيد : ٢٠٣ والخصائص : ١ / ٣٣٣ و ٣٣٧ والمنصف : ٢ / ٨١ والمحتسب : ١ / ٦٧ وشرح المفصل : ٨ / ٢٤ و ١٠ / ١٠٤ وشواهد التوضيح والتصحيح : ٢١ والمقرب : ١ / ٥٠ و ٢٠٣ ورصف المباني : ١٤٩ والجنى الداني : ١١٢ والمغني : ١ / ١٠٨ و ٢ / ٣٨٧ والهمع : ١ / ٥٢ والخزانة : ـ بولاق ـ ٣ / ٥٣٤ وشرح التصريح : ١ / ٨٧ وشرح الأشموني : ١ / ١٠٣ و ٢ / ٤٤ والدرر اللوامع : ١ / ١٢٨.