الممنوع من الصرف
قرأَ النبيُّ صلّى الله عليه وآله وعثمانُ ونصرُ بن علي والجَحدَري وأبو الجلْد ومالك بن دينار وأبو طعمة وابن مُحَيْصِن وزهير الفرقبي : (رَفَارِفَ خُضْر وَعَبَاقِريَّ حِسَان) (١).
قال أبو الفتح : أمَّا ترك صرفِ (عَبَاقِريَّ) فشاذٌّ في القياسِ ولا يستنكر شذوذُهُ في القياس ، مع استمراره في الاستعمال كما جاءَ عن الجماعة : (استحَوذَ عَلَيْهِمُ الشَّيطَانُ) (٢) وهو شاذٌّ في القياس مع استمرارِه في الاستعمالِ ، نعم وإذا كان قد جاء عنهم عنكبوت وعناكيب ، وتَخربُوت (٣) وتخاريب ، كانَ عَبَاقِريّ أَسهْلَ منه ، من حيث كانَ فيه حرف مشدَّدٌ ، يكادُ يجري مُجرى الحرفِ الواحِد ومع ذلك أنَّهُ في آخر الكلمة كيائي بُخَاتِيّ (٤) وزرابيّ وليس لَنَا أَنْ نتلقّى قراءَةَ رسول الله صلّى الله عليه وآله إلاّ بقبولها والاعتراف لها (٥).
إنَّهم منعوا صرفَ أَحمدَ وأصرم (٦) لَمَّا أشبهَا بالمثال نحو اركب
__________________
(١) من قوله تعالى من سورة الرحمن : ٥٥ / ٧٦ : (مُتَّكِئِينَ عَلَى رَفْرَف خُضْر وَعَبْـقَرِيّ حِسَان).
(٢) سورة المجادلة : ٥٨ / ١٩.
(٣) التخربوت : الخيار الفارهة من الإبل.
(٤) البخاتيّ : الإبل الخراسانيّة الواحدة بختيّة : لسان العرب : ٢ / ٣١٣.
(٥) المحتسب : ٢ / ٣٠٦.
(٦) الأصرم : الفقير الكثير العيال. وفي الحديث أنَّهُ غيَّرَ اسمَ أصرم فجعله زُرعَة كراهةً لِمَا