إلى
قَرَأَ طَلْحَة : (وهو يَدَّعِي إلى الإسلامِ) (١).
قالَ أَبو الفتح : ظاهرُ هذا أَنْ يُقَالَ : يَدَّعِي الإسلام ، إِلاَّ أَنَّهُ لَمَّا كَانَ يَدَّعِي الإسلام يَنْتَسبُ إِليهِ قالَ : يَدَّعي إِلى الإِسلام حَمَلاً على معناهُ ، كَقولِ الله تَعَالى : (هَلْ لَك إلَى أَنْ تَزَّكّى) (٢) وعادة الاستعمال هل لَك في كَذَا لَكِنّهُ لَمَّا كَانَ معناهُ أدعوك إلى أَنْ تَزَّكَّى استعملَ (إلَى) هُنَا تَطَاولاً نحو المَعْنَى (٣) وَقَدْ تَقَدَّمَ هَذَا (٤) وَهْوَ غورٌ عظيمٌ (٥).
حاشا
قَرَأ (حاشا اللَّهِ) (٦) : ابنُ مسعود وأُبَيُّ بنُ كعب ، وَقَرأَ (حاشَ الإلَه) : الحَسنُ ، وَقَرأَ : (حَاشْ للَّهِ) جَزْمٌ الحسَنْ بخِلاف.
قَالَ أَبو الفتح : أمَّا (حَاشَا الله) فَعَلَى أَصْلِ اللفظة وهي حرفُ جرّ (٧) ، قال :
__________________
(١) من قوله تعالى من سورة الصفّ : ٦١ / ٧ : (وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللهِ الْكَذِبَ وَهُوَ يُدْعَى إِلَى الاِْسْلاَمِ وَاللهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ).
(٢) سورة النازعات : ٧٩ / ١٨ : وتشديد الزاي قراءة نافع وابن كثير وأبي عمرو ـ بخلاف عنه ـ وأبي جعفر ويعقوب. انظر : البحر المحيط : ٨ / ٤٢١ والإتحاف : ٢٦٧.
(٣) قال أَبو حَيَّان : تقولُ العربُ : هل لك في كذا وهل لك إلى كذا ، فيحذفون القيدَ الَّذي تَتَعَلَّقُ بهِ (إلى) ، أي : هل لك رغبةٌ أو حاجَةٌ إلى كذا أو سبيلٌ إلى كذا. انظر : البحر المحيط : ٨ / ٤٢١.
(٤) انظر : ص : ١٩٠ وما بعدها.
(٥) المحتسب : ٢ / ٣٢١.
(٦) من قوله تعالى من سورة يوسف : ١٢ / ٥١ : (قُلْنَ حَاشَ لِلَّهِ مَا عَلِمْنَا عَلَيْهِ مِنْ سُوء).
(٧) وهذا مذهبُ سيبويه حيثُ يَرى أَنَّها حرفٌ خَافِضٌ دَالٌّ عَلَى الاستثناءِ ولا يجيزُ النصبَ