المِثَالِ الواحد ـ لما ذَكَرنَاهُ ولَمَا اسَتَطْلنَاهُ فَتَرْكنَاهُ ـ ضَعُفَ (بَلْدَةً مَيِّتاً) بالتّثْقِيلِ ، كَمَا ضَعُفَتِ امرأَة مَائِتٌ وبَائِعٌ.
ولَيْسَ المَوتُ أَيْضاً مِمَّا يَخْتَصُّ بالتأْنِيثِ فِيُحْمَلُ عَلَى تَذْكِيرِ طَالِق وطَامِث وبَابِهِ ، وهو إذا خُفِّفَ فَقيلَ مَيْت أَشبه لفظ المَصْدَرِ ، نَحو البَيع والضَرْب والمَوت والقَتل ، وتذكير المصدر إذا جرى وصفاً على المؤنَّثِ ليس بمستنكر نحو : امرأةٌ عَدْلٌ وصَومٌ ورِضاً ، وخَصْمٌ ، فَهَذَا فرق ـ كَمَا تَرى ـ لَطِيفٌ (١).
الاْسمُ بينَ المصدرِ والصفة
قَرَأَ علي (عليه السلام) وأَبو عبد الرحمن السُّلَمِي : (بِوالِديهِ حَسَناً) (٢) قَالَ أَبو الفتح : تَحْتَمِلُ اللُّغَةُ أَنْ يَكُونَ (حَسَناً) هُنَا مصدراً ، كالمصادِرِ التي اعتقبَ
__________________
كثر والتَفَّ ، ومِنْهُ قولُ العجاج يصف أيكاً : لاث بهِ الأشاءُ والعُبْرِيّ والقول بحذف العين في الأوصاف الثلاثة هو الأكثر ويرى الخليل والأخفش أنَّ فيها قلباً مكانيًّا بجعل العين مكان اللاَّم. الكتاب ٢ : ١٢٩ و ٣٧٨ ومعاني القرآن للأخفش : ١٢٨ / ب والخصائص ٢ : ١٢٩ و ٤٧٧ و ٤٩٣ ولسان العرب ـ لوث ـ.
(١) المحتسب ٢ : ٢٣٥.
(٢) من قوله تعالى من سورة الأحقاف : ٤٦ / ١٥ : (وَوَصَّيْنَا الاِْنسَانَ بِوَالِدَيْهِ إِحْسَاناً). ولم تثبت القراءة التي ذُكِرت عن أمير المؤمنين الإمام علي (عليه السلام) بسند صحيح ، وإنّما نُسِبَتْ إليه (عليه السلام) بلا سند في مجمع البيان : ٩ / ١٤١ قال : «وقرأ أهل الكوفة (إحْسَاناً) ، والباقون (حُسْناً) ، وروي عن علي (عليه السلام) وأبي عبد الرحمن السلمي (حَسَناً) بفتح الحاء والسين». والأصل كما يظهر هو المحتسب ، ولم نقف على تلك النسبة في غيره.