تَكُونَ (إذَا) الثانيةَ وهْيَ قولُهُ : (إِذَا رُجَّتِ الاَْرْضُ رَجّاً) (١) خبراً عَنْ (إذا) الأُولى ، وَنَظِيرُهُ إذَا تزورُنِي إذاً يقومُ زيدٌ ، أَيْ : وقتُ زيارتِك إيَّاي وَقْتَ قيامِ زيد.
وَجَازَ لـ (إِذا) أَنْ تُفَارِقَ الظَّرْفِيةَ ، وَترتفع بالابتداء (٢) كما جازَ لَهَا أَنْ تَخْرُجَ بحرفِ الجرِّ عَنِ الظَّرفيةِ (٣) ، كَقَوْلِهِ :
حَتَّى إذا أَلقتْ يَدا في كافر |
|
وَأَجَنَّ عَوراتِ الثُغور ظَلاَمُهَا (٤) |
وَقَالَ سبحانَهُ : (حَتَّى إِذَا كُنتُمْ فِي الْفُلْك) (٥) وإذا مجرورةٌ عِندَ أَبِي الحَسَنِ (٦) ، وَذَلِكَ يخرجها من الظرفية كَمَا تَرى (٧).
الفاءُ الرابطة لجوابِ الشَّرْطِ
قَرَأَ ابنُ عبَّاس وزيد بنُ أَسْلَم وَقَتَادَة وزيدٌ بن علي : (ألاَ مَنْ تَوَلَّى) (٨)
__________________
(١) سورة الواقعة : ٥٦ / ٤.
(٢) يرى جمهور النحاةِ أَنَّ (إِذَا) لا تَخرُجُ عن الظرفية. انظر : المغني : ١ / ٩٤ وهمع الهوامع : ١ / ٢٢٦.
(٣) أي : بدخول حرف الجرّ عليها. وسَبق لأَبي الفتح أَنْ قَالَ : «وتلك عادةُ سيبويه إذَا أراد تجريدَ الظرفِ مِن معنى الظرفيّة فَإنَّهُ يمثله بالإضافَةِ إليه ، وذلك مِمّا يُنافي تقدير حرف الجرِّ مَعَه». تنظر : ص : ٢٨٤. والكتاب : ١ / ٨٩ والمحتسب : ٢ / ٢٩٥ ـ ٢٩٦.
(٤) ضمير أَلقت يعود على الشمس ، والكافر الليل ، يريد أن يقول حتَّى إذا غَرُبَتِ الشمسُ واظلمَّ الليلُ والبيت للبيد. انظر : شرح المعلّقات السبع : ٩١.
(٥) سورة يونس : ١٠ / ٢٢.
(٦) انظر : المغني : ١ / ٩٤.
(٧) المحتسب : ٤ / ٣٠٧ ـ ٣٠٨.
(٨) من قوله تعالى من سورة الغاشية : ٨٨ / ٢٣ ـ ٢٤ : (إِلاَّ مَن تَوَلَّى وَكَفَرَ * فَيُعَذِّبُهُ اللهُ الْعَذَابَ الاَْكْبَرَ).