وَقَدْ مَالوا ببعضِهِ إلى فَعْل فَقَالوا هَنْتٌ وأصله فَعُل : هَنَوٌ : فَأَصَارَوهُ إلى هَنَوٌ ، ثُمَّ أبدَلُوا الواوَ تَاءً ، فَقَالوا : هَنْتٌ. وَقَابَلَ ذَلِك أَيضاً مِن كَلاَمِهِم مَا كَانَ فيهِ ثَلاَثُ لُغَات ، نَحْو الشَّرْبُ والشِّرْبُ والشُّرْبُ (١) وَالزَّعْم وَالزِّعْمُ والزُّعْمُ (٢). وَقَالُوا : شَنِئتُهُ شَنْئاً وشِنْئاً وَشُنْئاً (٣).
وَقَالَ أَبو عبيدة : هو قُطْبُ الرَّحَى وقِطْبُ وَقَطْبُ (٤).
فَهَذَا طريقُ مُقَابَلَةِ صنعةِ اللُّغَةِ ولفظةٌ واحِدَةٌ مِنهُ في هَذَا الحدِّ ، وَعَلى هَذَا التَّنَييُّهِ وَتَدَارُك الوَضْعِ يَقُومُ مَقَامَ كتابِ لغَة يُحفَظُ هَكَذا سَرداً. وَلاَ تبُلُّ النَّفْسُ بِنَحْوِ ذَلِك مِنْ لَطِيفِ الصنعةِ فِيهِ يداً (٥).
صيغة فعيل
قَرَأ ابنُ مسعود : (الكِبَرِ عَتِيّا) (٦) بِفَتْحِ العَينِ.
وَكَذَلِك قَرَأَ أَيضاً (أوْلَى بِهَا صَلِيّا) (٧) بفتح الصَّادِ.
قَالَ ابنُ مُجاهد : لاَ أَعْرِفُ لَهُمَا في العربية أصلاً ، قَالَ ابنُ مُجاهد ويقرأ مع ذلك (بُكيا) (٨) بضمّ الباء.
__________________
(١) انظر : إصلاح المنطق : ٨٤.
(٢) إصلاح المنطق : ٨٥.
(٣) انظر : إصلاح المنطق : ٨٤.
(٤) إصلاح المنطق : ٨٥.
(٥) المحتسب : ٢ / ٦٣.
(٦) من قوله تعالى من سورة مريم : ١٩ / ٨ : (أَنَّي يَكُونُ لِي غُلاَمٌ وَكَانَتِ امْرَأَتِي عَاقِراً وَقَدْ بَلَغْتُ مِنَ الْكِبَرِ عِتِيّاً).
(٧) من قوله تعالى من سورة مريم : ١٩ / ٧٠ : (ثُمَّ لَنَحْنُ أَعْلَمُ بِالَّذِينَ هُمْ أَوْلَى بِهَا صِلِيّاً).
(٨) من قوله تعالى من سورة مريم : ١٩ / ٥٨ : (إِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُ الرَّحْمَن خَرُّوا سُجَّداً وَبُكِـيّاً).