قَالَ أَبُو الفَتحِ : قَدْ سَبَقَ نحو هذا وأَ نَّهُ إنَّمَا يُسَكَّنُ استثقالاً للضَّمَّةِ ، نَعَمْ وربما كَانَ العمَلُ خَلْساً فَظُنَّ سُكُوناً وَقَدْ سَبَقَتْ شَوَاهِدُ السُّكُونِ بِمَا فِيهِ (١).
قد التَّحقِيقِيَّة
قَرَأَ حُذيفَةُ : (اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَقَدِ انْشَقَّ القَمَرُ) (٢).
قَالَ أَبُو الفتحِ : هَذَا يَجْرِي مجرى المُوافقة عَلَى إسقاطِ العُذرِ ورَفعِ التَّشَاك ، أيْ : قَدْ كَانَ انشقاقُ القَمَرِ مُتَوَقَّعاً دلالةً عَلَى قُرْبِ السَّاعَةِ فَإذَا كَانَ قَدْ انْشَقَّ ـ وانْشِقَاقُهُ مِنْ أَشْرَاطِهَا وَأَحَدِ أَدِلَّة قُربِهَا ـ فَقَدْ تَوَكَّدَ الأمرُ فِي قربِ وُقُوعِهَا وَذَلِكَ أَنَّ (قَدْ) إنَّمَا هِيَ جوابُ وقوعِ أَمر كانَ متوقّعاً.
يقولُ القائلُ : انظر أَقَامَ زَيدٌ وَهَلْ قَامَ زَيدٌ؟ وَأَرجُو أَلاَّ يَتَأَخَّر زَيَدٌ فَيَقُولُ الُمجيبُ : قَدْ قَامَ. أَيْ : قَدْ وَقَعَ مَا كَانَ مُتَوَقَّعاً (٣).
نونا التوكيد
١ ـ الثقيلة
قَرَأَ لاحق بن حُمَيد : (فَلاَ يَنْزِعَنَّك) (٤) قَالَ أَبُو الفَتح : ظَاهِرُ هَذَا فَلاَ يَسْتَخِفَّنَّكَ عن دِينِكَ إلى أَدْيَانِهِم ، فَيَكُونُ بصورةِ المَنْزُوعِ عَنْ شَيء إلَى غيره.
__________________
(١) المحتسب : ١ / ٢٠٤.
(٢) من قوله تعالى من سورة القمر : ٥٤ / ١ : (اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانشَقَّ الْقَمَرُ).
(٣) المحتسب : ٢ / ٢٩٧.
(٤) من قوله تعالى من سورة الحج : ٢٢ / ٦٧ : (لِكُلِّ أُمَّة جَعَلْنَا مَنسَكاً هُمْ نَاسِكُوهُ فَلاَ يُنَازِعُنَّكَ فِي الاَْمْرِ وَادْعُ إِلَى رَبِّكَ إِنَّكَ لَعَلَى هُدًى مُّسْتَقِيم).