لاَِنَّ فيه خروجاً من كسرِ إِلى ضَمّ ، وهو في (يَذَرْهُم) خُرُوجٌ مِنْ فَتْح إلَى ضَمّ (١).
وَقَرَأَ مَسْلَمة بنُ مُحارب : (وَإِذْ يَعِدْكُمُ اللهُ) (٢) بإسكان الدَّالِ.
قَالَ أَبُو الفتح : أَسْكَنَ ذَلِكَ لِتَوَالِي الحَرَكَاتِ وَثِقلِ الضمّة (٣).
قَالَ حَمَّاد بن شُعَيب : قُلْتُ لِلأَعْمَش : (يَعِدُهُم وَيُمَنِّيهم وَمَا يعدُهُم) (٤) فَقَالَ : أَيعدُهُم؟ إنَّمَا هُوَ : (يَعِدْهُم وَيُمَنّيهم وَمَا يَعِدْهُم) ، ساكنة.
قالَ أَبو الفتح : قَدْ تَقَدَّمَ القولُ عَلَى نحوِ هَذَا ممَّا أُسْكِنَ فِي مَوْضِعِ الرَّفْعِ تخفيفاً لِثقلِ الضَّمَّةِ. قَالَ أَبُو زيد فِيما حَكَاهُ عَنْهُم : (بَلَى وَرُسُلْنا لَدَيْهِم يَكتُبُونَ) (٥) بِسكُونِ اللاّمِ تخفيفاً عَلى هَذَا (٦).
وَقَرَأَ مَسْلَمَة : (فَسَيُحْشُرْهُم) (٧) (فَيُعَذّبْهُمُ) (٨) ساكنة الرَّاءِ والباءِ.
__________________
(١) المحتسب : ١ / ٢٢٧.
(٢) من قوله تعالى من سورة الأنفال : ٨ / ٧ : (وَإِذْ يَعِدُ كُـمُ اللَّهُ إِحْدَى الطَّائِفَتِيْنِ أَنَّهَا لَكُمْ وَتَوَدُّونَ أَنَّ غَيْرَ ذَاتِ الشَّوْكَةِ تَكُونُ لَكُمْ وَيُرِيدُ اللَّهُ أَن يُحِقَّ الحَقَّ بِكَلِمَاتِهِ وَيَقْطَعَ دَابِرَ الْكَافِرِينَ).
(٣) المحتسب : ١ / ٢٧٣.
(٤) من قوله تعالى من سورة النساء : ٤ / ١٢٠ : (يَعِدُهُمْ وَيُمَنِّيهِمْ وَمَا يَعِدُهُـمُ الشَّيْطَانُ إِلاَّ غُرُوراً).
(٥) من قوله تعالى من سورة الزخرف : ٤٣ / ٨٠ : (أَمْ يَحْسَبُونَ أَنَّا لاَ نَسْمَعُ سِرَّهُمْ وَنَجْوَاهُم بَلَى وَرُسُلُـنَا لَدَيْهِمْ يَكْتُبُونَ).
(٦) المحتسب : ١ / ١٩٩.
(٧) من قوله تعالى من سورة النساء : ٤ / ١٧٢ : (وَمَنْ يَسْتَنْكِفْ عَنْ عِبَادَتِهِ وَيَسْتَكْبِرْ فَسَيَحْشُرُهُمْ إلَيْهِ جَمِيْعاً).
(٨) من قوله تعالى من سورة النساء : ٤ / ١٧٣ : (وَأَمَّا الَّذِينَ اسْتَنكَفُواْ وَاسْتَكْبَرُواْ فَيُعَذِّبُهُمْ عَذَاباً أَلِيماً).