أَبُو عَليّ (١).
المعتل الأَوّل
قَرَأَ عبد الله بن يزيد : (يَزِفُونَ) (٢) خَفِيفَة.
قَالَ أَبو الفتح : المسموع في هذا زَفَّ القُومَ يزِفُّونَ زَفِيفاً ، وَقَالُوا أَيْضاً : أَزَفُّوا يُزِفُّونَ كَمَا قَالُوا : زَفَفْتُ العَرْوسَ ، وَقَالُوا أَزْفَفْتُها أَيْضاً.
فَأَمَّا (يَزِفُونَ) بالتخفيف فَذَهَبَ قُطرب إِلى أَنَّهَا تخفيف يَزِفُّون ، كما قال الله تعالى : (وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ) (٣) أَيْ : اقْرَرْنَ. قَالَ الهُذَلِي :
وَزَفَّتِ الشولُ مِنْ بَرْدِ العَشِيِّ كَمَا |
|
زَفَّ النَّعَامُ إِلَى خَفَّانِهِ الرُّوحُ (٤) |
إلاَّ أَنَّ ظاهر يَزِفُون أَنْ يكونَ مِن وَزَفَ (٥) كَيَعِدُونَ مِنْ وَعَدَ وَيُؤَنِّس بِذَلِكَ قُربُهُ مِنْ لَفْظِ الوَفْز (٦) ، وَهُوَ أَحَدُ الأَوْفَازِ مِنْ قَوْلِهِم : أنا على أَوفاز. وَإِذا كَانَ كذلك فهو قريب من لفظ وَزَفَ ، أَيْ : أَسرَعَ وَقَرِيبٌ مِنْ مَعْنَاهُ.
وَلَمْ يُثبِتِ الكسائِي وَلاَ الفرَّاءُ (وَزَفَ) إِلاَّ أَنَّ ظَاهِرَ اللَّفْظِ ، مقتض لَهَا
__________________
(١) المحتسب : ١ / ١٩١.
(٢) من قوله تعالى من سورة الصافّات : ٣٧ / ٩٤ : (فَأَقْبَلُوا إِلَيْهِ يَزِفُّونَ).
(٣) سورة الأحزاب : ٣٣ / ٣٣.
(٤) البيت لأبي ذؤيب الهذلي. وزَفَّتْ : أَسرعتْ. والشُّولُ : الإبلُ التي خَفَّ لبنُها وأتى على نتاجها سبعةُ أشهر أوْ ثمانيةٌ. وخفانه : صغاره ، والروح : جمع روحاء وكلّ نعامة روحاء أي بها روح وهو انفتاح في الرجل يميل إلى الشقّ الوحشي. انظر : ديوان الهذليين : ١ / ١٠٦ واللسان : ٣ / ٢٩٤.
(٥) وَزَفَ : أَسرَعَ. مختار الصحاح : ٧١٩.
(٦) الوَفْزُ : العَجَلَةُ. مختار الصحاح : ٧٣٠.