عَلَى مَا مَضَى. وعلى أَنَّ أَحمد بن يحيى قد أَثْبَتَ وَزَفَ : إذا أَسرع وَشَاهِدُه عندَهُ هذه القراءة : (يَزِفُونَ) أَيْ يُسْرِعُونَ (١).
وَقَرأَ : (مَا وَدَعَك) (٢) ـ خفيفة ـ النبيُّ صلّى الله عليه وآله (٣) وعروةُ بنُ الزُّبير (٤).
__________________
(١) المحتسب : ٢ / ٢٢١ ـ ٢٢٢.
(٢) من قوله تعالى من سورة الضحى : ٩٣ / ٣ : (مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَى).
(٣) لم أقفْ على ما يُصَحِّحُ نسبة هذه القراءة الشاذَّة إلى النبي (صلّى الله عليه وآله وسلم) ، بل لا يُعلَمُ أَصلُ تلكَ النِّسبة ، وإنْ تَرَدَّدَتْ في غير المحتسب ، كالصِّحاح للجوهري ـ ودع ـ والنِّهاية لابن الأثير : ٥ / ١٦٦ ، والجامع لأحكام القرآن للقرطبي تحقيق الدكتور التركي : ٢٢ / ٣٣٩ ، والعُباب للصاغاني ـ ودع ـ والبحر المحيط : ٨ / ٧٨٧ ، ولسان العرب : ٨ / ٣٨٤ ـ ودع ـ وتاج العروس : ٢٢ / ٣٠٤ إلاّ من جهة الرواية عن ابن عباس ، عن النبي (صلّى الله عليه وآله وسلم) أنَّه قرأ (ما وَدَعَكَ) مخفّفة. نقل ذلك رضي الدين الأسترآباذي في شرح الشافية لابن الحاجب : ٤ / ٥١ ، ولكن بلا سند إلى ابن عباس. وما لم تثبت القراءة بطريق صحيح مع شذوذها لا يمكن نسبتها إلى النبي صلّى الله عليه وآله وإنْ جازت في اللغة فما كل ما يجوز في اللغة يُقرأُ به فالقراءة سنة كما يقول سيبويه ، وقال ابن خالويه : القراءة سنة يأخذها آخر عن أول ولا تُحمَل على قياس العربية. ينظر في : كتاب سيبويه طبعة بولاق : ١ / ٧٤ ، وإعراب ثلاثين سورة من القرآن الكريم : ٢٤ و ٤٢ و ٥٢ ، والقراءات القرآنية بين المستشرقين والنحاة : ٤١ ، وقال أبو عمرو بن العلاء : ولولا أنْ ليس لِي أنْ أقرأ إلاّ بما قُرِئَ لَقَرَأْتُ كَذا كذا وكذا كذا. غاية النهاية : ١ / ٣٩٠ ، والقراءات القرآنية بين المستشرقين والنحاة : ٤٩.
(٤) نسبت هذه القراءة إلى بعض الصحابة والتابعين وغيرهم ، كأنس بن مالك ، وعمر بن الخطاب ، وعروة بن الزبير وابنه هشام ومقاتل وأبي حيوة وإبي البَرَهْسَم عِمران بن عثمان ، وهو في تاج العروس طبعة بنغازي محرفاً أبو إبراهيم ، وأبي بحرية عبد الله بن قيس ، ويحيى بن يعمر ، وابن أبي عبلة ، وأبي حاتِم عن يعقوب ، وأبي العالية رفيع بن