لاَ يَعْرِفُها البصريونَ ، وإنَّمَا هُو لِلْكُوفِيينَ خَاصّة (١).
أَو
قَرَأَ ابنُ أبِي إِسحاق : (أَو نُرَدَّ) (٢) بِنَصبِ الدَّالِ.
قَالَ أَبو الفتح : الَّذِي قَبْلهُ مِمَّا هُو مُتَعَلَّقٌ بهِ قَولُهُ : (فَهَل لَّنَا مِن شُفَعَاء فَيَشْفَعُواْ لَنَا) ، ثُمَّ قَالَ : (أَوْ نُرَدَّ فَنَعْمَلَ غَيْرَ الَّذِي كُنَّا نَعْمَلُ) (٣) ، فَعَطَفَ (نُرَدَّ) عَلَى (يَشْفَعُوا) وهَلْ مَنْصُوبٌ لاَِ نَّهُ جوابُ الاستفهامِ وفيهِ مَعْنَى الـتَّـمَنِّي ، وذلِكَ أَنَّهُمْ قَدْ عَلِمُوا أَنَّهُ لاَ شَفِيعَ لَهُمْ وإِنَّما يتمنّونَ أَنْ يَكُونَ لَهُمْ هُنَاكَ شُفَعَاءَ فَيُردَوا بِشَفَاعَتهِم فَيَعْمَلُوا مَا كَانُوا لا يعملون مِنَ الطاعةِ فَيصَيرُ بهِ المعنى إِلى أَنَّهُ كَأَ نَّهُمْ قَالُوا : إِنْ نُرْزَقَ شُفَعَاءَ يشفعوا لنا أَو نُرْدَدْ (٤).
بَـلْ
قَرَأَ سعيد بن جُبَير : (بَلْ مَكَرُّ اللَّيلِ والنَّهَارِ) (٥) وهْيَ قِراءَةُ أَبي رَزِين أَيْضاً.
وقَرَأ : (بَلْ مَكْرٌ اللَّيلَ والنَّهَارَ) قَتَادَة.
قَالَ أَبو حَاتِم : وقَرَأَ رَاشِد الَّذِي كَانَ نَظَر فِي مَصَاحفِ الحَجَّاحِ : (بَلّ مَكَرَّ) بالنصب.
__________________
(١) المحتسب : ٢ / ٢١٦.
(٢ و ٣) من قوله تعالى من سورة الأعراف : ٧ / ٥٣ : (فَهَلْ لَنَا مِنْ شُفَعَاءَ فَيَشْفَعُوا لَنَا أَو نُرَدُّ فَنَعْمَلَ غَيْرَ الّذِي كُنَّا نَعْمَلُ).
(٤) المحتسب : ١ / ٢٥١ ـ ٢٥٢.
(٥) من قوله تعالى من سورة سبأ : ٣٤ / ٣٣ : (وقَالَ الَّذِينَ استُضْعِفُوا لِلَّذِينَ اسْتَكْبَروا بَلْ مَكْرُ الليلِ والنَّهَارِ إذْ تَأْمُرُونَنَا أَنْ نَكْفُرَ باللهِ ونَجْعَلَ لَهُ أَنْدَادَاً).