وجَرجَ (١) وجَرْجَرَ.
وسَأَ لَنِي أَبو عليّ يوماً فَقَالَ : أَيُّ شيء مِثْلَ غَوْغَاءَ وغُوغَاء؟ فَقُلْتُ لَهُ : قَولُهُم لِلْمَنْخُوبِ (٢) : هُوهٌ وهَوهَاءَةٌ ، ويَنْبَغِي أَنْ يُضَافَ ما ذَكَرْنَاهُ الآنَ مِنْ قَولِهِمْ هَيْه وهَيْهَاتْ (٣).
العـدد
حول عشر وعشرة
قَرَأ الناسُ : (أَحَدَ عَشَرَ) (٤) بِفَتْحِ العَيْنِ ، وأَسْكَنَها أَبُو جَعْفَر ونَافِع بِخِلاَف وطَلْحَة بن سليمان.
قَالَ أَبُو الفتح : سَبَبُ ذَلِكَ عِنْدِي أَنَّ الاسمينِ لَـمّـا جُعِلاَ كالاسِم الواحدِ ـ وبُنِي الأولُ مِنْهُما لاَِ نَّهُ كصدرِ الاسمِ ، والثاني منهما لِتَضَمُّنِهِ معنى حرفِ العطفِ ـ لَم يَجُزْ الوقفُ عَلَى الأولِ لاَِ نَّهُ كَصَدْرِ الاسمِ مِنْ عَجْزِهِ ، فَجُعِلَ تسكين أَولِ الثاني دَليلاً عَلَى أَنَّهُما قَدْ صَارَا كالاسمِ الواحدِ ، وكَذَلِكَ بقيةُ العَدَدِ إلى تسعَة عَشَر إلاّ اثنا عَشَرَ واثني عَشَرَ ، فَإنَّهُ لا يُسَكَّنُ العَين لِسُكُونِ الألِفِ والياءِ قَبْلَهمَا.
ومَمَّا يَدُلُّكَ عَلَى أَنَّ الاسْمَينِ إذَا جَرَيَا مجرى الاسمِ الواحدِ بالتركيب
__________________
(١) جَرجَ الخاتم في إصْبَعِهِ جالَ لسعتِهِ.
(٢) رجَل منخوب : جبان.
(٣) المحتسب : ٢ / ٩٠ ـ ٩٤.
(٤) من قوله تعالى من سورة يوسف : ١٢ / ٤ : (إِنِّي رَأَيْتُ أَحَدَ عَشَرَ كَوْكَباً وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ رَأَيْتُهُمْ لِي سَاجِدِينَ).