والحمْلُ عَلى المَعْنَى كثيرٌ جدّاً فهذَا هو الوجهُ المختارُ في رفعِ الشركاءِ وشاهِدُهُ في المعنى قراءةُ الكافّةِ (١) : (وَكَذلِكَ زَيَّنَ لِكَثِير مِنَ المُشْرِكِينَ قَتْلَ أَوْلاَدِهِمْ شُرَكَاؤُهُمْ) أَلاَ تَرى أَنَّ الشركاءَ هُمْ المُزَيِّنُونَ (٢) لا محالة؟
وَأما الوجهُ الآخر فَأَجَازَهُ قُطْرُب (٣) وَهو أنْ يكونَ الشركاءُ ارتفعوا في صلةِ المصدر الذي هو القتلُ (٤) بفعلِهِم ، وَكَأَ نَّهُ : وَكَذَلِك زُيِّنَ لِكَثِير مِنَ المُشْرِكِينَ أنْ قَتَلَ شُركاؤُهم أَولادَهُم وَشَبَّهَهُ بقولِهِ : حُبّبَ إِليَّ ركوبُ الفرسِ زيدٌ ، أَي : أَنْ رَكبَ الفرسَ زيدٌ هذا ـ لَعَمْرِي ـ وَنَحْوُهُ صَحِيحُ المعنى ، فَأَمَّا الآيةُ فَلَيْسَتْ مِنهُ بدلالةِ القراءةِ المجتمعِ عَلَيْهَا وأنَّ المعنى أنَّ المُزَيِّنَ هم الشركاءُ وَأَنَّ القاتِلَ هم المُشْرِكُونَ وَهَذَا واضحٌ (٥).
٣ ـ فاعل تأنيث فعله ضعيف
أ ـ تأنيثُ الفعل والفاعلُ مُذَكَّرٌ أُضيفَ إلى مؤنَّث
قَرَأ أَبو العالية : (لاَ تَنْفَعُ نَفَساً إيمانُها) (٦) بالتَّاءِ.
قال ابنُ مجاهد : وهذا غلط.
__________________
(١) انظر : البحر المحيط : ٤ / ٢٢٩.
(٢) وهذا تخريج سيبويه : انظر : الكتاب : ١ / ١٤٦ والبحر المحيط : ٤ / ٢٢٩.
(٣) انظر : البحر المحيط : ٤ / ٢٢٩.
(٤) وعلى توجيه قطرب : الشركاء قاتلون وهو يتعارض مع القراءة المجمع عليها كما يتعارض مع توجيه سيبويه الذي اعتبرَهُ ابنَ جِنِّي ـ وهو على حقّ ـ أرجحَ.
(٥) المحتسب : ١ / ٢٢٩ ـ ٢٣٠.
(٦) من قوله تعالى من سورة الأنعام : ٦ / ١٥٨ : (لاَ يَنْفَعُ نَفْساً إِيمَانُها لَمْ تَكُنْ آمنَتْ مِنْ قَبْلُ).