اعتراضُ مَنْ تَعَقَّبَ فِيهِ فِيما مَضَى. ويَدُلُّ عَلَى صحّةِ العَطْفِ هُنَا ، وأَنَّ الواو لَيْسَتْ بواو حال قراءةُ أَبِي عَمْرو وغَيرِهِ (والبَحْرَ يَمُدُّهُ) بالنَّصْبِ فَهذَا عَطْفٌ عَلَى (مَا) لاَ محالةَ ، ويَشْهَدُ بجوازِ كَونِ الواو حَالاً هُنَا قراءةُ طلحة بن مُصَرِّف : (وبَحْرٌ يَمُدُّهُ) أيْ : وهُنَاكَ بحرٌ يَمُدُّهُ مِنْ بَعدِهِ سَبْعَةُ أَبْحُر ، فَهَذِه واو حال لاَ محالة (١).
عَطْفُ الجُمَلِ
قَرَأَ الحسنُ ويزيدُ النَّحوي : (يَا لَيْتَنِي كُنْتُ مَعَهُمْ فَأَفُوزُ فَوزاً عَظِيْماً) (٢) بِالرَّفْعِ.
قَالَ رَوح : لَمْ يَجْعَلْ لِلمَيْت جَواباً.
قَال أَبو الفتح : مَحْصُولُ ذَلِك أَنَّهُ يتمنّى الفوزَ فَكَأَ نّهُ قَالَ : يَا لَيْتَنِي أَفُوزُ فَوزاً عَظيماً ، ولَو جَعَلَهُ جواباً لَنَصَبَهُ ، أَيْ : إِنْ أَكُنْ مَعَهُمْ أَفُزْ ، هَذَا إذَا أَصْرَحْتَ بالشرطِ ، إلاَّ أَنَّ الفاءَ إنْ دَخَلْتْ جَواباً للتمنّي نُصبَ الفعل بَعْدَهَا بِإِضمار أَنْ ، وعُطِفَ أَفوز على كنتُ مَعَهُمْ لاَِ نَّهَما جَمِيعاً مُتَمَنَّيَانِ ، إِلاَّ أَنَّهُ عطف جملة عَلَى جملة لا الفعل على انفرادِهِ عَلَى الفِعْلِ إذْ كَانَ الأَوَّلُ ماضِياً والثاني مستقبلاً.
وذَهَبَ أَبُو الحَسَن في قولهِ عَزَّوجَلَّ : (يَا لَيْتَنَا نُرَدُّ ولاَ نُكَذِّبَ بآياتِ رَبِّنَا ونَكُونَ مِنَ المُؤمِنينَ) (٣) بِرَفْعِ (نَكُونُ) إلَى أَنَّهُ عطف على اللفظ ، ومعناهُ
__________________
(١) المحتسب : ٢ / ١٦٩.
(٢) من قوله تعالى من سورة النساء : ٤ / ٧٣ : (يَا لَيتَنِي كُنتُ مَعَهُمْ فَأَفُوزَ فَوْزاً عَظِيماً) بالنَّصب عَلَى قِرَاءَةِ الجماعة.
(٣) سورة الأنعام : ٦ / ٢٧ قرأ ابن عامر وحمزة بن حبيب الزيّات وحفص عن عاصم بن