الصَّالِحينَ) (١) (٢).
وقَرَأَ جَعْفَرُ بنُ مُحَمَّد عليهما السلام : (والبَحْرُ مِدَادُهُ) (٣).
قَالَ أَبو الفتحِ : أَمَّا رَفَعُ (البَحْرُ) فَإِنْ شِئْتَ كَانَ مَعْطوفاً عَلَى مَوضِعِ (أَنَّ) واسمها وإِنْ كَانَتْ مَفْتُوحةً ، كَمَا عُطِفَ عَلَى مَوضِعِهَا فِي قَولِهِ سُبحَانَهُ : (أَنَّ اللهَ بَرِيءٌ مِّنَ الْمُشْرِكِينَ وَرَسُولُهُ) (٤) وقَدْ ذَكَرْنَا ما فِي ذَلِكَ وكَيفَ يَسْقُطُ
__________________
(١) من قوله تعالى من سورة المنافقون : ٦٣ / ١٠ : (لَوْلاَ أَخَّرْتَنِي إِلَى أَجَل قَرِيب فَأَصَّدَّقَ وَأَكُن مِّنَ الصَّالِحِينَ) على قراءة الجماعة ، قرأ عاصم ، ومعه خمسة من القراء السبعة ، وغيرهم من غير السبعة ، وعلى قراءته ما في المصحف : (فَأَصَّدَّقَ وَأَكُن مِّنَ الصَّالِحِينَ) بالجزم ، عَطَفاً على موضع (فَأصّدَّقَ) لاَِنَّ مَوضِعَهُ قَبلَ دخولِ الفاءَ عليه جزمٌ. لكونِهِ جوابَ التَّمَنِّي ، أو كأ نَّهُ قيلَ : إِنْ أَخَّرْتَنِي أَصَّدَّقْ ، وقرأ أبو عمر بن العلاء ، وعلى رواية ، وعاصم من السبعة (فَأَصَّدَّقَ وَأَكُونَ مِنَ الصَّالِحِينَ) ، بالواو بعد الكاف ونصب النون عطفاً على (فَأَصَّدَّقَ) المنصوبِ بأنْ بعدَ جواب التمنّي وهو (لَوْلاَ أَخَّرْتَنِي) ، ووافقه الحسن ، واليزيدي يحيى بن المبارك ، ومحمد بن عبد الرحمن بن مُحَيْصِن ، ويعقوب بن إسحاق الحضرمي ، وسليمان بن مهران الأعمش ، من القراء الأربعة عشر ، وهي قراءة قرأ بها عبد الله بن عباس ، وابن جبير ، ومالك بن دينار ، وأبو رجاء وعبد الله بن سلمة ، وعبد الله ابن الحسن العنبري ، وكذا هي في مصحف عبد الله بن مسعود ، وأُبيّ بن كعب. معاني القرآن للفراء : ١٦٠ / ٣ ، وجامع البيان : ٢٨ / ١٥٠ ، والكشف عن وجوه القراءات السبع : ٢٠ / ٣٢٣ ، والبيان في غريب إعرابِ القرآن : ٢ / ٤٤١ ، ومجمع البيان : ١٨ / ٨٤ ، والجامع لاَِحكام القرآن : ١٨ / ١٣١ ، والنشر : ٢ / ٢٩٠ ، والبحر المحيط : ٨ / ٢٧٥ ، والدر المنثور تحقيق الدكتور عبد الله بن عبد المحسن التركي : ١٤ / ٥٠٩ ، وإتحاف فضلاء البشر ، نشرة دار الندوة : ٤١٧.
(٢) المحتسب : ٢ / ٦٠.
(٣) من قوله تعالى من سورة لقمان : ٣١ / ٢٧ : (وَلَوْ أَنَّمَا فِي الاَْرْضِ مِن شَجَرَة أَقْلاَمٌ وَالْبَحْرُ يَمُدُّهُ مِن بَعْدِهِ سَبْعَةُ أَبْحُر مَّا نَفِدَتْ كَلِمَاتُ اللهِ إِنَّ اللهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ).
(٤) سورة التَّوبة : ٩ / ٣.