(وَأَرْسَلْنَاهُ إِلَى مِاْئَةِ أَلْف أَوْ يَزِيدُونَ) (١) ، قَالَ : مَعُنَاهُ : بَلْ يَزِيِدونَ (٢) وإِنْ كَانَ مَذْهَبُنَا نَحْنُ فِي هَذَا غيرُ هَذَا (٣) فَإِنَّ هَذَا طريقٌ مَذْهُوبٌ فيهِ عَلَى هَذَا الوجْهِ (٤).
أَمْ بِمَعنَى بَلْ
قَرَأَ الناسُ : (أَمْ هُمْ قومٌ طَاغُونَ) (٥) وقَرَأَ مُجَاهِد : (بَلْ هُمْ قَومٌ طَاغُونَ) فِي الطُّورِ (٦).
قَالَ أَبو الفتح : هَذَا هُو المَوضِعُ الَّذِي يقولُ أَصْحابُنَا فِيه : إنَّ أَمِ المنقطعة بمعنى بَلْ (٧) ، للتَّركِ والتَّحَوُّلِ ، إلاَّ أَنَّ مَا بَعْدَ بَلْ مُتَيَقَّنٌ ومَا بَعْدَ أَمْ مَشْكُوكٌ
__________________
(١) سورة الصافّات : ٣٧ / ١٤٧.
(٢) اُنظر : معاني القرآن للفرّاء : ٢ / ٣٩٣.
(٣) قال في الخصائص : (أَمَّا قولُ الله سبحانه : (وَأَرْسَلنَاهُ إِلى مِاْئَةِ أَلف أَو يَزِيدُونَ) فَلاَ يكونَ فِيه (أو) عَلَى مَذهبِ الفرّاءِ بمعنى (بَلْ) وَلا على مذهَبِ قُطرب في أَنَّها بِمَعنَى الواو ولَكنَّهَا عِندَنَا عَلى بابِها في كونِهَا شَكّاً ، وهَذَا هو رأي البصريينَ. وقال الأخفش في قوله تعالى : (وأَرْسَلْنَاهُ إلى مِاْئَةِ أَلف أَو يَزِيدُونَ) يقول : كانوا كذلك عندكم.
اُنظر : معاني القرآن للأخفش : ١٦٢ / أوالخصائص : ٢ / ٤٦١ والإنصاف : ٢ / ٢٥٤.
(٤) المحتسب : ١ / ٩٩ ـ ١٠٠ ، وقد ذهب إلى مجيء (أو) بمعنى (بل) عبد الله بن عباس ، والخليل ، والمبرّد ، والفرّاء ، وثعلب ، والطبري ، والأزهري ، والجوهري ، وابن جني ، والشريف المرتضى ، والرضي الأسترآباذي ، وأبو حيّان النحوي الأندلسي ، وابن هشام الأنصاري ، وابن منظور ، وغيرهم ممن بيّناه في حاشية من قرأ : (وَأَرْسَلْنَاهُ إلى مِئَةِ أَلْف ويزيدون) في آخر موضوع العطف : ص : ٤٢٢ ، فراجع.
(٥) سورة الطور : ٥٢ / ٣٢.
(٦) آية الطور كما تقدّم : (أَمْ هُمْ قَوْمٌ طَاغُونَ) وأما قوله تعالى (بَلْ هُمْ قَوْمٌ طَاغُونَ) فهو في سورة الذاريات : ٥١ / ٥٣.
(٧) أصحابُهُ يعني بهم البَصْريينَ وهَذَا قَولُهُمْ. معاني الحروف : ٧٠ والأُزهية : ١٣٥ ورصف المباني : ٩٥ والجنى الداني : ٢٢٥ والمغني : ١ / ٤٥.