أعلى منه (١).
٢ ـ رفع الفاعل بفعل مضمر
قَرَأَ الحسن : (أُولئِك عَلَيْهِم لَعْنَةُ اللهِ وَالمَلاَئكِةُ والناسُ أَجمعُونَ) (٢).
قالَ أَبو الفتحِ : هَذَا عندَنا مَرفوعٌ بفعل مضمر يدلُّ عليه قولُه سبحانَهُ : (لعنةُ اللهِ) أَي : وَتَلْعَنَهُم الملائِكةُ والنَّاسُ أجْمَعُونَ ، لاِ نَّهُ إِذَا قَالَ : عليهم لعنة الله فَكَأ نَّهُ قالَ : يَلْعَنُهُم الله ، كما أنَّهُ لما قالَ :
تَذَكَّرتْ أَرْضاً بِها أَهْلُهَا |
|
أَخْوَالَها فِيهَا وأَعْمَامَها (٣) |
فَقَدْ عُلِمَ أَنَّهَا إِذَا تَذَكَّرَتِ الأرضَ التي فيها أَخوالُها وأَعمامُها فَقَدْ دَخَلُوا في جميعِ مَا وَقَعَ الذّكُر عليهِ ، فقالَ بَعْدُ : تَذَكَّرَتْ أَخَوالَها وأَعَمامَهَا (٤).
وَكَأَ نَّهُ لَمَّا قالَ :
أَسْقَى الإلهُ عُدُواتِ الوادِي |
|
وَجَوْفَهُ كُلَّ مِلثٍّ غَادِي |
كُـلَّ أَجَـشّ حَالِـك السَّـوَادِ (٥)
__________________
(١) المحتسب : ٢ / ١٨٤.
(٢) من قوله تعالى من سورة البقرة : ٢ / ١٦١ : (إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَمَا تُوا وَهُمْ كُفَّارٌ أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ لَعْنَةُ اللهِ وَالْمَلآئِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ).
(٣) هذا البيت لعمرو بن قُمَيئَة. انظر الديوان : ٦٢ والكتاب : ١ / ١٤٤ والخصائص : ٢ / ٤٢٧ والمحتسب : ١ / ١١٦ وشرح المفصل : ١ / ١٢٦ والخزانة : ٤ / ٧.
(٤) قال سيبويه : لأَنَّ الأَخوالَ والأَعمامَ قد دخلوا في التذكّر وقد ردّ المُبَرِّدُ هذا وأشباهَهُ وذكرَ أنّ مثلَ هذا لا يجوز. انظر الكتاب : ١ / ١٤٤ وشرح المفصل : ١ / ١٢٦.
(٥) نسب العيني هذا الرجز إلى رؤبة وليس في ديوانه. والعُدُواتُ : شواطئُ الوادي. والمُلِثُّ :