القَسَمُ
قَرَأَ الحَسَن والثَّقفي : (فَلاَءُ قْسِمُ) (١) بغيرِ أَلِف.
قَالَ أبو الفتح : هَذَا فعلُ الحَالِ ، وَهُنَاك مبتدأٌ مَحْذُوفٌ ، أَيْ : لاََ نَا أُقْسِمُ فَدَلَّ عَلَى ذَلِكَ أَنَّ جَمِيعَ مَا فِي القرآنِ من الأقْسَامِ إنَّمَا هُوَ عَلَى حاضرِ الحالِ ، لا وعد الأقسام ، كَقَولِهِ سبحانه : (وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ) (٢) (وَالشَّمْسِ وَضُحَاهَا) (٣) وَكَذَلِكَ حُمِلَتْ (لاَ) عَلَى الزيادَةِ فِي قَوْلِهِ : (فَلاَ أُقْسِمُ بِمَوَاقِعِ النُّجُومِ) (٤) وَنَحْوَهِ. نَعَمْ لَوْ أُريدَ الفعلُ المستقبلُ لَلِزِمَتْ فِيهِ النونُ ، فَقيلَ : لاَُقْسِمَنَّ ، وَحَذْفُ هَذِهِ النون هُنَا ضعيفٌ جِدًّا (٥).
وَقَرأ الحَسَن : (لاَُقْسِمُ) (٦) بغير ألف.
قَالَ أَبو الفتح : يِنْبَغِي أنْ تكونَ هَذِهِ اللاّمُ لامَ الابتداءِ ، أيْ : لاََ نَا أُقْسِمُ بيومِ القيامةِ ، وحذفُ المبتدأ لِلْعِلْمِ بِهِ عَلَى غِرَّةِ حَالِ الحَذْفِ والتَّوكيدِ. فَهَذَا هو الذي يَنبِغِي أَنْ تُحَمَلَ عَلَيهِ هَذِهِ القراءَة ، وَلاَ يَنْبَغِي أَنْ يَكُونَ أَرادَ النَّونَ
__________________
(١) من قوله تعالى من سورة الواقعة : ٥٦ / ٧٥ : (فَلاَ أُقْسِمُ بِمَوَاقِعِ النُّجُومِ).
(٢) سورة التين : ٩٥ / ١.
(٣) سورة الشمس : ٩١ / ١.
(٤) سورة الواقعة : ٥٦ / ٧٥.
(٥) المحتسب : ٢ / ٣٠٩.
(٦) من قوله تعالى من سورة القيامة : ٧٥ / ١ : (لاَ أُقْسِمُ بِيَوْمِ الْقِيَامَةِ).