أرادَ (فِيّ) ثم أشبع الكسرةَ للإطلاق وأنشاءَ ياء نحو : منزلي وحوملي (١) وروينَا عنه أيضاً :
عَلَيِّ لعمرو نعمةٌ بعدَ نعمة |
|
لِوُالِدِهِ لَيْسَتْ بِذَاتِ عَقَارِب (٢) |
وروينا عنه أيضاً :
إنَّ بنيِّ صِبيَةٌ صَيفيُّونْ |
|
أفْلَحَ مَنْ كَانَ لَهُ رِبْعِيُّون (٣) |
وقول ابن مجاهد : مثل غلاِمي لا وجهَ له ، لأَنَّ الكسرَةَ في ياءِ (عَصَايِ) لالتقاءِ الساكنين والكسرة في ميم (غلامِي) هِيَ التي تحدثها ياء المتكلم ، أفترى أَنَّ في (عَصَايِ) بعد ياء المتكلم ياء له أُخرى حَتّى يكون للمتكلم ياءان؟ وهذا مُحَالَ ، وإنِّمَا غرضُهُ أَنَّ الياءَ في (عَصَايِ) مكسورٌ ، كما أَنَ ميم غلامِي مكسورٌ ، وأَساءَ التمثيلَ على مَا تَرَى (٤).
٢ ـ حذف الضمير
قرأ الحرّ النَّحوي : (نُسْرِعُ لَهُمْ) (٥) ، وقرأ عبد الرحمن بن أبي
__________________
(١) أشار إلى قولِ امرئ القيس في مطلع قصيدته :
قفا نبك من ذِكرى حَبِيب ومنزلِ |
|
بسقط اللوى بين الدَّخول فحومل |
قال سيبويه : أمَّا إذا ترنّموا يلحقون الألف والياء والواو وما ينوّن وما لا ينوّن ، لأ نّهم أرادوا مَدَّ الصوت ـ ثمّ استشهد بقول امرئ القيس ـ الكتاب : ٢ / ٢٩٨.
(٢) البيت للنابغة الذبياني يمدح عمرو بن الحارث. انظر : ديوان النابغة : ٣ ولسان العرب : ٢ / ١١٥ وهمع الهوامع : ٢ / ٥٣ والدرر اللوامع : ٢ / ٦٨.
(٣) البيت لأَكثم بن صيفي ونسب لسعد بن مالك بن ضبيعة. اُنظر : خزانة الأدب : ٤ / ٤٣٧ والمحتسب : ٢ / ٤٩.
(٤) المحتسب : ٢ / ٤٨ ـ ٤٩.
(٥) من قوله تعالى من سورة المؤمنون : ٢٣ / ٥٦ : (نُسَارِعُ لَهُمْ فِي الْخَيْرَاتِ بَلْ لاَّ يَشْعُرُونَ) وانظر : البحر المحيط عن هذه القراءة : ٦ / ٤١٠.