وذلك أَنَّهُ قد قرأ حمزة : (ما أَنَا بِمُصرِخِكُم وَمَا أَنتُمْ بِمُصِرخِيِّ) (١).
فَكَسَر الياء لالتقاء الساكنين (٢) معَ أَنَّ قبلها كسرة وياء ، والفتحة والأَلِف في (عصايِ) أَخَفُّ منَ الكسرةِ والياءِ في (مُصرِخِيِّ) ، وروينا عَنْ قُطرب وجماعة من أصحابنا :
قـالَ لَـهـا هَـلّ لَـك يَـا تَـا فِـيِّ (٣)
__________________
انظر : الكشف عن وجوه القراءات السبع وعللها : ٢ / ٧. وفي إتحاف فضلاء البشر : ١٥٩ إنَّها قراءة حمزة وعاصم والكسائي وخلف. واُنظر : المحتسب : ٢ / ٤٩.
(١) من قوله تعالى من سورة إِبراهيم : ١٤ / ٢٢ : (مَا أَنَا بِمُصْرِخِكُمْ وَمَا أَنْتُمْ بِمُصْرِخِيَّ).
(٢) للنحاة والمفسّرين وأصحابِ كتب القراءات نقاشٌ حولَ هذه القراءة : فقد قالَ الأخفشُ : هذا لحنٌ ، لم نسمعْ بها من أحد من العربِ ولا أهل النحو. معاني القرآن للأخفش : ١٤٠ / ب والبحر المحيط : ٥ / ٤١٩. وقال الفرّاء : ولعلّها من وهم القرّاءِ طبقة يحيى فإنَّهُ قلَّ مَنْ سلم منهم من الوهم. معاني القرآن للفرّاء : ٢ / ٧٥. وقال الزَّجَّاجُ : هذه القراءة عند جميع النحويين رديئةٌ مرذولةٌ ولا وجهَ لها إلاّ وجهٌ ضعيفٌ. البحر المحيط : ٥ / ٤١٩. وقال العُكبري : وهو ضعيفٌ. انظر : إملاء ما منَّ به الرحمن : ٢ / ٦٨. ووصف هذه القراءة بالقبحِ والرداءةِ والشذوذِ. البحر المحيط : ٥ / ٤١٩. وقد عدَّ بعضُ النحاةِ هذهِ القراءَةَ لحناً. انظر : الكشف عن وجوه القراءات : ٢ / ٦ وحاشية ياسين : ٢ / ٦٠. ومِمَّنْ دافعَ عنها : ابنُ الأنباري في البيان : ٢ / ٧٥ وأبو حيّان في البحر المحيط : ٥ / ٤١٩. والشيخ خالد الأزهري في شرح التصريح : ٢ / ٦٠ وغيرُهُم. وللاطلاع على مزيد من آراء النحاة في هذا ينظر : أبو زكريا الفرّاء : ٣٨٧ وما بعدها والدفاع عن القرآن : ٣٢ ـ ٤٥.
(٣) من أرجوزة للأغلب العجلي ، وبعده :
قالتْ لَهُ ما أنتَ بالمرضيِّ
ومعناه : قال لها هل لك يا هذه فيّ. وقال الزجاج : هذا الشعر ممّا لا يُلتَفَتُ إليهِ ولا هو مِمَّا يعرف قائله.
معاني القرآن للفراء : ٢ / ٧٦ والحُجَّة في القراءات السبع : ١٧٨ ومشكل إعراب القرآن : ١ / ٤٠٤ والخزانة : ٤ / ٤٣٠ وحاشية ياسين : ٢ / ٦٠.