يَسْحَتُ (١) أَعمارَهُم ويَصطَلِمُهم (٢) بِذنُوبِهم وجَرَائِم أَفْعَالِهِم (٣).
صِفة على فُعَال ودلالتُها
قَرَأَ السُّلَمِي : (لَشْيءٌ عُجَّابٌ) (٤).
__________________
الإِمام علي (عليه السلام) ، وراح يفصّل في نصبِ كلمة (حَسَنَةً) الموجودة في القراءتين السبعية والشَّاذَّة ، وكان المفروض ، حسب منهجِهِ ، أنْ يبسط القول في (لَنَثْويَنَّهُمْ) بالثَّاء المثلّثة التي زعمُوا أنَّ عليًّا (عليه السلام) قرأ بها. وهي لم تثبت عن أمير المؤمنين الإمام علي (عليه السلام) بطريق صحيح ، وإنَّما نُسِبَتْ إليه (عليه السلام) بلا سند في : مجمع البيان : ٦ / ١٥٨ بلفظ (وَرُوِيَ عن علي عليه السلام) والظاهر أخذها من المحتسب ، إذ غالباً ما نجدصاحب مجمع البيان يعتمد في القراءات على كتابي الحجة لأبي علي الفارسي والمحتسب لابن جني. ومع ذلك فهي قراءة صحيحة مشهورة قرأ بها عبد الله بن مسعود ، وحمزة ، والكسائي ، وخلف ، والأعمش ، ويحيى بن وثاب ، والربيع بن خثيم والكوفي الثوري وعامة قراء أهل الكوفة سوى عاصم. وقد جوّز الطبري القراءة بها صراحة فقال بعد ذكر القرائتين ـ بالباء والثاء ـ : «والصواب من القول في ذلك عندي أنَّهما قراءتان مشهورتان في قراء الأمصار ، قد قرأ بكل واحدة منهما علماء من القرّاء ، متقاربتا المعنى ، فبأيّهما قرأ القارئ فمصيب ، وذلك أنَّ قولَهُ (لَنُبَوِّئَنَّهُمْ) : من بوّأته منزلاً ، أي : أنزلته ، وكذلك (نَثْويَنَّهُمْ) إنَّما هو أثويتُه مَسكَناً ، إذا أنزلته منزلاً ، من الثَّواء وهو المقام». وقال في مجمع البيان : «ومن قرأ (لَنَثْوِيَنَّهُمْ) حجتُهُ : قَولُهُ تعالى : (وَمَا كُنتَ ثَاوِياً فِي أَهْلِ مَدْيَنَ) سورة القصص : ٢٨ / ٤٥ أي : مقيماً نازلاً فيهم. ينظر في : جامع البيان : ٢١ / ١٤ ، ومعاني القرآن للنحاس : ٥ / ٢٣٥ / ٣٧ ، وغريب الحديث لأبي عبيد القاسم ابن سلام الهروي : ٣ / ٣٢٦ ، والتبيان : ٨ / ٢٢٠ ، ومجمع البيان : ٨ / ٣٦ و : ٦ / ١٥٨ ، والجامع لأحكام القرآن : ١٣ / ٣٥٩ ، وزاد المسير : ٦ / ١٣٨ ، وتفسير الثعالبي : ٣ / ٤١٩ ، و : ٤ / ٣٠٢ ، والدر المنثور : ٤ / ١١٨.
(١) سحته وأسحته أيضاً : استأصلهُ. مختار الصحاح : ٢٨٨.
(٢) الاصطلام : الاستئصال : مختار الصحاح : ٣٦٨.
(٣) المحتسب : ٢ / ٩ ـ ١٠.
(٤) من قوله تعالى من سورة ص : ٣٨ / ٥ (إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ عُجَابٌ). وقَالَ مُقاتِل عُجَّاب