قَالَ أَبو الفتح : قَدْ كَثُر عَنْهُم مَجيءُ الصِّفِةَ على فَعِيل وفُعَال ـ بالتخفيف ـ وفُعَّال (١) بالتشديد ، قَالوا : رَجُلٌ وضيء ووضَّاءٌ ، وأَنْشَدوا :
والمَرْءُ يُلْحِقُهُ بِفْتيانِ النَّدَى |
|
خُلقُ الكريمِ وليسَ بالوُضَّاءِ (٢) |
أيْ : لَيسَ بالوضيءِ ، وقَالَ :
نَحْنُ بَذَلْنَا دُونَها الضّرابَا |
|
إنا وَجَدْنَا مَاءَها طُيَّابا (٣) |
وقال :
جاؤوا بِصَيْد عَجَب مِنَ العَجَبْ |
|
أزيَرِق العَينِ وطُوَّالِ الذَّنَبْ (٤) |
ومثله : رجلُ كَرِيم وكُرَام (٥) وكُرَّام ، وزادوا مبالغةً فِيهِ بالحاق التاءِ فَقَالُوا : كُرّامة (٦) والشواهدُ كثيرةٌ ، إلاَّ أَنَّهُ كتابٌ سئلنا اختصارَهُ لِئلاّ يطول على كاتبه فأوجبتِ الحالُ الإجابةَ إلى ذلك (٧).
__________________
لغة أزد شنوءَة. انظر : البحر المحيط : ٧ / ٣٨٥.
(١) كالدّوَّاج لضرب من الثياب ، والعُوَّار ، للجبان ، ويقال بعينه عُوَّار أيْ قذىً والعُوَّار : الخُطَّاف ، ومِثل : قومٌ صُيَّابٌ ، أيْ خيار. انظر : ديوان الأدب : ٣ / ٣٦٠.
(٢) البيت لأَبي صَدَقة الدُّبَيري. انظر : الخصائص : ٣ / ٢٦٦ والمخصص : ١٥ / ٨٥ واللسان : ١ / ١٩٠.
(٣) يروى (أَجَدْنَا) مكان (بَذَلْنَا). انظر : معاني القرآن للفراء : ٢ / ٣٩٨ وديوان الأدب : ٣ / ٣٦٠ واللسان : ٢ / ٥٤ وتاج العروس (طبعة الكويت) ٣ / ٢٨٢.
(٤) ذكره الفرَّاء غير معزو. انظر : معاني القرآن للفراء ٢ : ٣٩٩.
(٥) معاني القرآن للفراء ٢ : ٣٩٨.
(٦) ومثله : قوم صُيّابه أَيْ خيار. انظر : ديوان الأدب ٣ : ٣٦٠.
(٧) المحتسب : ٢ / ٢٣٠ ـ ٢٣١.