شكر
عندما يُنشرُ كتابٌ في بلد ما ويكونُ المؤلِّفُ أو الُمحَقِّقُ أو المُشرِفُ على نشرِهِ في بلد آخر ، وتحصل أَثناءَ الطبعِ أمورٌ تحتاجُ إلى النَّظرِ فيها ، ومعالجتِها ، فإذا لم تُعالجْ ستبقى عالقةً بالكتاب ، ويخرجُ وهي ملازمةٌ له ، كما حَصَلَ ذلكَ لكثير من الكتب. غير أنَّ اللهَ سبحانَهُ وتَعالى قَيَّضَ لهذا الكتابِ المبارك (أَثر المحتسب) رَجُلاً عَالِماً مُحَقّقاً ـ تابعَ مُتَبَرِّعاً ـ نَشرَهُ وَوَاكَبَ مَرَاحِلَ طبعِهِ وهو الأستاذ الدكتور السيد ثامر العميدي الذي أَشرَفَ على طبع الكتاب وعَالَجَ مَا حَصَلَ فِيهِ وقرأهُ بعد عمل الطبّاعين قراءةَ العَالِمِ الُمحَقِّقِ المُدَقِّقِ الحريصِ على تنزيهِ الكتابِ من الهِنَاتِ التي تلحق بِهِ ، أثناءَ الطِّباعةِ ، وللأمانةِ أقولُ أنَّهُ ما كان لِيَبِتُّ في قضيَّة قبلَ أنْ يكتبَ إليَّ عنها ، ويعرِضَها عليَّ ، ونتداولَ فيها ونخرجَ على رأيّ جميع.
ومعلومٌ أنَّ الكتاب فيه قراءات وروايات وأحاديث ولغة ونحو ورجال ، وكلّها تحتاج إلى دقّة متناهية ، وحَذَر وَوَعْي ، وأمانَة.
وقد أخذتْ متابعةُ طِبَاعَةِ الكتَابِ منهُ وقتاً طويلاً وَسَهَراً ، وبَذْلَ متاعبَ لا يعرفُها غير من عانى من التأليف والنشر والطباعة ، وحَاوَلَ بِرَغْبَةِ الحَريص أَنْ يَخرُجَ الكتابُ كما أرادَهُ المؤلِّفُ ، وقريباً منَ الكمالِ ، فَلَهُ منّي الشكر على جهودِهِ التي بَذَلَها ، وجزاهُ اللهُ كلَّ خير على حُسْنِ صَنيعِهِ ، وأخذ اللهُ بيدِهِ نحو مدارج العزّ ، وَوَفَّقَهُ لتقديم المزيدِ من عطائِهِ العلمي.
ولا يفوتني هنا أنْ أُنَوِّهَ بكرمِ السيد الجواد الشهرستاني الذي تبنّى نَشْرَ الكتابِ في مؤسَّسةِ آل البيت (عليهم السلام) لإحياء التراث فله الشكر ، وجزاه الله كلّ خير.
|
الدكتور حازم الحلّي ألمانيا / ١٤٣٤ هـ ـ ٢٠١٣ م |