٥ ـ ويْ
قَرَأَ يَعْقُوب : (ويْكَ) (١) يَقِفُ عَلَيْهَا ، ثُمَّ يَبْتَدِئُ فَيَقُولُ : (أَنَّهُ) ، وكَذَلِكَ الحرفُ الآخر (٢) مثله.
قَالَ أَبُو الفَتْحِ : فِي (ويْكَأَ نَّهُ) ثَلاثَةُ أَقْوال :
١ ـ مِنْهُم مَنْ جَعَلَهَا كَلَمَةً واحِدَةً ، فَقَالَ : (ويْكَأَ نَّهُ) ، فَلَمْ يَقِفْ عَلَى (ويْ).
٢ ـ ومِنْهُم مَنْ يَقِفُ عَلَى (ويْ).
٣ ـ ويَعْقُوب (٣) على ما مضى يقولُ : (ويْكَ) وهْو مَذْهَب أَبِي الحَسَن (٤).
والوجْهُ فِيهِ عِنْدَنَا قَولُ الخَلِيلِ وسيِبَويه (٥) ، وهْو أَنَّ (ويْ) عَلَى قِياسِ مَذْهَبِهِمَا اسمٌ سُمّي به الفعل فِي الخَبَر فَكَأَ نَّه اسمُ أَعجب ، ثمّ ابتدأَ فَقَالَ : (كَأَ نَّهُ لاَ يُفْلِحُ الكَافِرُون) و (ويْ كَأَنَّ الله يَبُسطُ الرّزقَ لِمَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ). فـ (كَأَنَّ) هُنَا إخْبَارٌ عار مِنْ مَعْنَى التَّشبِيهِ ، ومَعْنَاهُ أَنَّ اللهَ يَبْبُسطُ الرّزْقَ لِمَنْ
__________________
(١) من قوله تعالى من سورة القصص : ٢٨ / ٨٢ (وَأَصْبَحَ الَّذِينَ تَمَنَّوْا مَكَانَهُ بِالاَْمْسِ يَقُولُونَ وَيْكَأَنَّ اللهَ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَن يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَيَقْدِرُ لَوْلاَ أَن مَّنَّ اللهُ عَلَيْنَا لَخَسَفَ بِنَا وَيْكَأَ نَّهُ لاَ يُفْلِحُ الْكَافِرُونَ).
(٢) أيْ أَنَّ يعقوب يقف على ويك ويبتدئ : (أَنّهُ لاَ يُفْلِحُ الكَافِرُونَ) كَمَا في المحتسب : ٢ / ١٥٥ وشرح المفصل : ٤ / ٧٧.
(٣) أيْ أَنَّ يعقوب يقف على ويك ويبتدئ : (أَنّهُ لاَ يُفْلِحُ الكَافِرُونَ) كَمَا في المحتسب : ٢ / ١٥٥ وشرح المفصل : ٤ / ٧٧.
(٤) انظر : شرح المفصل : ٤ / ٧٧ والبيان في غريب إعراب القرآن : ٢ / ٢٣٧.
(٥) قَالَ سيبويه في الكتاب : ١ / ٢٩٠ ، وسَألْتُ الخَليلَ عَنْ قَولِهِ : (أَنّهُ لاَ يُفْلِحُ الكَافِرُونَ) وعن قولِهِ : (وَيْكَأَنَّ الله) فَزَعَمَ أنَّها مفصولَة من (كَأَن). والمَعْنَى على أنَّ القومَ تَنَبَّهُوا فَتَكَلَّمُوا على قَدْرِ عِلمِهِم أو نُبِّهُوا فقيلَ لَهُمْ : أما يشبه أَنْ يكونَ ذا عندكم هكذا؟