يَشَاءُ. و (ويْ) مُنفَصِلَةٌ مِنْ (كَأَنَّ) وعَلَيْهِ بيتُ الكِتَاب :
ويْ كَأَنْ مَنْ يَكُنْ لَهُ نَشَبٌ يُحـ |
|
ـبَبْ ومَن يَفَتِقرْ يَعْشْ عَيْشَ ضُرِّ (١) |
ومما جاء فيه (كَأَنْ) عاريةً من معنى التشبيه ما أَنشدَهُ أبو عليّ :
كأَ نَّنِي حِينَ أُمسي لا تُكَلِّمُنِي |
|
مُتَيَّمٌ يَشتَهي مَا ليس موجودا (٢) |
أَيْ : أَنَا حِينَ أُمْسِي (مُتَيَّمَ) مِنْ حَالِي كَذَا وكَذَا.
ومَنْ قَالَ : إنَّها (وَيْك) فَكَأَ نَّهُ قَالَ : أَعْجَبُ لأَ نَّهُ لا يُفْلُحُ الكَافِرُونَ ، وأَعجبُ لاَِنَّ اللهَ يَبْسُطُ الرَّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وهْو قَولُ أَبِي الحَسَنِ (٣).
ويَنْبَغِي أَنْ تَكونَ الكَافُ هُنَا حرفُ خِطَاب لا اسماً ، بلْ هِيَ بِمَنزِلَةِ الكافِ فِي ذَلِكَ وأولئك ، وذَلِكَ أَنَّ (ويْ) لَيْسَتْ مِمَّا يُضَافُ.
ومَنْ وقَفَ عَلَى (ويْكَ) ثمّ استأْ نَفَ فَيَنْبَغِي أنْ يَكُونَ أرادَ أَنْ يُعْلَمَ أَنَّ الكافَ مِنْ جملةِ (وَيْ) ولَيْسَتْ بالتي فِي صَدْرِ (كَأَنَّ) ، فَوقَفَ شَيئاً لبيانِ هَذَا المَعْنَى. ويَشْهَدُ لِهَذا المَذْهبِ قَولُ عَنْتَرةَ :
__________________
(١) البيت لزيد بن عمرو بن نَفيل ويُنْسَب لِنَبِيه بنِ الحَجَّاج السَّهْمِي ولِسَعيد بنِ زيد بن عمرو بن نفيل. انظر : الكتاب : ١ / ٢٩٠ ومعاني القرآن للفرّاء : ٢ / ٣١٢ وَتَأويلِ مُشْكِل القرآن : ٥٢٦ والخصائص : ٣ / ٤١ و ١٦٩ والكشاف : ٢ / ١٥١ ومجمع البيان : ٢٠ / ٣١٩ واللسان : ٢٠ / ٣٠١ والبحر المحيط : ٧ / ١٣٥ والخزانة ـ بولاق ـ ٣ / ٩٧ ومعجم شواهد العربية : ١ / ١٩٢.
(٢) ينسب هذا البيت إلى عمر بن أبي ربيعة كما ينسب إلى يزيد بن الحكم. وهو في ديوان عمر بن أبي ربيعة. ويروى (ذو بغية) مكان (متيم). انظر : الديوان : ٣١٢ ومجمع البيان : ٢٠ / ٣١٩ ولسان العرب : ٤ / ٣١٣ وشرح المفصل : ٤ / ٧٧ والمغني : ٢ / ٣٦٩.
(٣) انظر : البحر المحيط : ٧ / ١٣٥ والمغني : ٢ / ٣٦٩.