ولَيْسَ بصفة فيجري مجرى العباسِ والحارثِ (١).
قالَ أَبو عثمان (٢) : سَأَ لْتُ الأصمعيَّ عَنّ قَولِ الشاعِر :
وَلَقَد جَنَيتُك أَكموءاً وَعَسَاقِلاً |
|
وَلَقْدَ نَهَيْتُك عَنْ بَنَاتِ الأوْبَرِ (٣) |
فقالَ : الألِفُ واللاّمُ هُنَا زِيَادَةٌ. ولِذَلِك نظائر كثيرة ، ولو قيل : إنَّها لَحِقَتْ هنا لأِ نَّهُ مَصدَرٌ ، فَشُبِّهَ بالصفة ، كالعلاءِ والفَضْلِ لَكانَ وَجْهاً (٤).
دخول لام التعريف على الأعلام لغير المدح
قَرَأَ سعيد بن جُبَير : (ثُم أَفِيضُوا مِن حَيثُ أَفَاضَ النَّاسِي) (٥) يعني آدم (عليه السلام) لقوله تعالى : (فَنَسِيَ وَلَمْ نَجِدْ لَهُ عَزْماً) (٦).
قال أَبو الفتح : في هذهِ القراءةِ دلالة على فَسَادِ قولِ مَنْ قَالَ : إنَّ لامَ التعريفِ إنَّما تدخلُ عَلى الأعلامِ للمدحِ والتعظيم ، وذلك نحو العبَّاس والمظفّر ، وما جرى مجراهما. ووجه الدلالةِ مِنْ ذَلِك : أَنَّ قولَهُ (النَّاسِي) إنَّمَا
__________________
(١) دخول لام التعريف في مثل هذا المقام للمدح والتعظيم. قال سيبويه : زَعَمَ الخليل أَنَّ الذين قالوا : الحارث والحسن والعبّاس إنَّمَا أرادوا أَنْ يجعلوا الرجلَ هو الشيءُ ولم يجعلوه سُمِّيَ به ، ولكنَّهم جعلوه كأ نَّهُ وصفٌ له غلبَ عليهِ. الكتاب : ١ / ٢٦٧ والمحتسب : ١ / ١١٩.
(٢) اُنظر : المنصف : ٣ / ١٣٤.
(٣) العساقل : الكبار البيض الجياد من الكمأةِ ، وبنات أوبر : كمأة لها زغب وهي رديئة. اُنظر : المحتسب : ٢ / ٢٢٤ والخصائص : ٣ / ٥٨ والمنصف : ٣ / ١٣٤ وشرح المفصل لابن يعيش : ٥ / ٧١.
(٤) المحتسب : ٢ / ٢٢٣ ـ ٢٢٤.
(٥) من قوله تعالى من سورة البقرة : ٢ / ١٩٩ : (ثُمَّ أَفِيضُواْ مِنْ حَيْثُ أَفَاضَ النَّاسُ وَاسْتَغْفِرُواْ اللهَ إِنَّ اللهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ).
(٦) سورة طه : ٢٠ / ١١٥.