أي : أنْ تَسْخَرَ ، والأمر فيهِ أوْسَعُ فبهذا يُعْلَمُ صحةُ هَذِهِ القراءَة (١).
(إِنْ) النافية
قَرَأَ الحَسَن : (سُبْحَانَهُ إِنْ يَكُونَ لَهُ وَلَدٌ) (٢) بكسر الأَلف.
قَالَ أَبَو الفتح : هذه القراءة توجبُ رَفْعَ (يكونُ) وَلَم يذكر ابنُ مجاهد إعرابَ يكونُ وإنَّما يجبُ رفعُهُ لاَِنَّ (إنْ) هُنَا نَفي (٣) كَقَوْلِكَ : مَا يَكُونُ لَهُ وَلَدٌ وَهَذَا قَاطع (٤).
وَقَرأَ ابنُ مَسْعُود وَالأَعْمَشُ : (إِنْ كُلٌّ إِلاّ لَيُوَفِّيَنَّهُمْ رَبُّكَ أَعْمَالَهُمْ) (٥).
قَالَ أَبو الفتح : مَعْنَاهُ : مَا كُلٌّ إلاَّ واللهُ لَيُوَفِّيَنَّهم كَقَوْلِكَ : مَا زيدٌ إلاّ لأِضربَنَّهُ ، أَيْ : مَا زيدٌ إلاّ مُسْتَحِقٌ لاَِنْ يُقَالَ فِيهِ هَذَا وفيهِ وَجْهٌ (٦) ثَان (٧).
وَقَال اللهُ تَعَالى : (قُلْ إِن كَانَ لِلرَّحْمَنِ وَلَدٌ فَأَ نَا أَوَّلُ الْعَابِدِينَ) (٨) قَالَ أَبُو الفتح : وَهُوَ أَنْ تَكُون (إنْ) بِمَعْنَى مَا ، أَيْ : مَا كَانَ للرحمن ولدٌ (٩) ، فَأَنَا
__________________
(١) المحتسب : ١ / ١٨٠ ـ ١٨١.
(٢) من قوله تعالى من سورة النساء : ٤ / ١٧١ : (إِنَّمَا اللهُ إِلَهٌ وَاحِدٌ سُبْحَانَهُ أَن يَكُونَ لَهُ وَلَدٌ).
(٣) (إِنِ) النافيةُ ضَربَانِ : عاملةٌ وغيرُ عاملة ، فالعامِلَةُ تَرفَعُ الاسمَ وتنصبُ الخبرَ وفي هذا خلاف. وغير العاملة كثيرٌ وجودها في الكلام. الجنى الداني : ٢٢٩ ـ ٢٣١.
(٤) المحتسب : ١ / ٢٠٤.
(٥) من قوله تعالى من سورة هود : ١١ / ١١١ : (وَإِنَّ كُلاًّ لَمَّا لَيُوَفِّيَنَّهُمْ رَبُّكَ أَعْمَالَهُمْ إِنَّهُ بِمَا يَعْمَلُونَ خَبِيرٌ).
(٦) الوجه الثاني هو أن تكون (أَنْ) مُخفَّفَة من الثقيلة وإلاّ زائدة.
(٧) المحتسب : ١ / ٣٢٨.
(٨) سورة الزخرف : ٤٣ / ٨١.
(٩) البيان في غريب إعراب القرآن : ٢ / ٣٥٥.