أي : مِنْ غَيرِ عَصْف ، وَهُوَ كَثيرٌ (١).
وروى الـمُـفَضَّلُ عَنِ الأَعمش عن يحيى وإبراهيم وأصحابِهِ : (أَلاَّ تَقْسِطُوا) (٢) بفتح التاء.
قَال ابنُ مجاهد : ولا أَصلَ لهُ.
قَالَ أَبو الفتح : هذا الذي أنكره ابن مجاهد مستقيم غير منكر ، وَذَلِكَ عَلَى زيادةِ (لاَ) حَتَّى كَأَ نَّهُ قَالَ : وَإنْ خِفْتُمْ أَنْ تَقْسِطُوا في اليتامى أي : تجوروا.
يُقال قسط إذا جَارَ وَأَقسط إذا عَدَلَ.
قَالَ اللهُ جلَّ وَعَلا : (وَأَمَّا الْقَاسِطُونَ فَكَانُوا لِجَهَنَّمَ حَطَباً) (٣) وَزِيَادةُ (لا) قد شاعتْ عَنْهُم واتّسعتْ ، مِنْهُ قُوْلُهُ تَعَالَى : (لِئَلاَّ يَعْلَمَ أَهْلُ الْكِتَابِ) (٤) وقوله : (وَمَا يُشْعِرُكُمْ أَنَّهَا إِذَا جَاءتْ لاَ يُؤْمِنُونَ) (٥) وَعَلَيه قَوْلُ الراجز :
وَمَا أَلوم البِيضَ أَلاَّ تَسْخَرَا |
|
إذَا رَأَينَ الشَّمَطَ القَفَنْدَرَا (٦) |
__________________
(١) المحتسب : ١ / ١١٥ ـ ١١٦.
(٢) من قوله تعالى من سورة النساء : ٤ / ٣ : (وَإِنْ خِفْتُمْ أَلاَّ تُقْسِطُواْ فِي الْيَتَامَى فَانْكِحُواْ مَا طَابَ لَكُم مِّنَ النِّسَاء مَثْنَى وَثُلاَثَ وَرُبَاعَ).
(٣) سورة الجن : ٧٢ / ١٥.
(٤) سورة الحديد : ٥٧ / ٢٩.
(٥) سورة الأنعام : ٦ / ١٠٩.
(٦) ينسب هذا الرجز إلى رؤبة وينسب لأبي النَّجم. الشَمَط : الشَّيبُ.
والقفندر : القبيح المنظر : وفسَّرَهُ ثعلب بالشيب في القفا. المقتضب : ١ / ٤٧ ومجالس ثعلب : ١ / ١٦٥ والخصائص : ٢ / ٢٨٣ وأمالي الشجري : ٢ / ٢٣١ والمخصص : ٢ / ١٥٧ والجمهرة : ٣ / ٣٣٤ واللسان : ٦ / ٤٢٥.