قَالَ أَبو الفتحِ : فَعُّول فِي الصِّفَةِ قَلِيل ، وذكر سيبويه في الصِّفَةِ السَّبُّوح والقَدُّسُ (١) وحَكَى فِي الصِّفَةِ أَيضاً السُّبُوح والقُدُّس بالضَّمِّ. وإثباتِ الفَعُّول كَشَبُّوط وسَمُّور وتنُّور وسَفّود وهَبُّود ـ لِجَبل باليمامة ـ وعَبُّود (٢).
أَفْعَل التفضيل
قَرَأَ أَبو قِلابَة : (الكَذَّابُ الأشَرُّ) (٣) قَالَ أَبو الفَتْحِ : (الأشَرَّ) بتشديدِ الرَّاءِ هُو الأصلُ المرفوضُ (٤) لاِنَّ أصْلَ قَولِهِم : هَذَا خيرٌ مِنْهُ ، وهَذَا شَرُّ مِنْهُ : هَذَا أَخْيرُ مِنْهُ ، وأَشَرُّ مِنْهُ (٥).
فَكَثَرَ استعمالُ هَاتَينِ الكَلِمَتينِ فَحَذَفَ الهمزةَ مِنْهُمَا ، ويَدُلُّ عَلَى ذَلِكَ قَولُهُم : الخَورى والشُّرَى تَأنيثُ الأخيرِ ، والأشَرِّ. وقَالَ رُؤبَة :
بـلالُ خيرُ النـاسِ وابنُ الأخيَرِ (٦)
فَعَلَى هَذَا جَاءَتْ هَذِهِ القِرَاءَةَ (٧).
__________________
(١) الَّذِي في كتاب سيبويه. السُّبوح والقُدوسُ. بِضَمّ السين والقاف. انظر : الكتاب ـ طبعة بولاق ١ / ١٦٤ و ١٦٥ وكتاب سيبويه ـ تحقيق عبد السلام هارون ـ ١ / ٢٢٦ ـ ٢٢٧.
وقال ابن السكِّيت : يُقال : سُبَّوحٌ قُدُّوسٌ وسَبُّوحٌ قَدّسٌ. إصلاح المنطق : ١٣٢.
(٢) المحتسب : ٢ / ٣١٧ ـ ٣١٨.
(٣) من قوله تعالى من سورة القمر : ٥٤ / ٢٦ : (سَيَعْلَمُونَ غَداً مَّنِ الْكَذَّابُ الاَْشِرُ).
(٤) جوّز ابن مالك مجيء اسم التفضيل من الخَير والشَّرِّ على أصله في صيغة أفعل مُحْتَجًّا بهذِه القراءة. انظر : شرح التسهيل : ١٣٤.
(٥) قال في المصباح المنير : ١٩٩ أخْيَر وأَشَرُّ بالأَلف لغةُ بِنَي عَامِر.
(٦) هذا الرجز ليس في الديوان. ومنع (بلال) من الصرف للضرورة. انظر : البحر المحيط : ٨ / ١٨١ وهمع الهوامع : ٢ / ١٦٦ وشرح التصريح : ٢ / ١٠١ والدرر اللوامع : ٢ / ٢٢٤ والأشموني : ٣ / ٤٣.
(٧) المحتسب : ٢ / ٢٩٩.