مرفوْعٌ لاَِ نَّهُ جَعَلَهُ استئنافاً ، أَيْ : هُوَ مِمَّنْ يَلْعَبُ كقولِكَ : زُرنِي أَحْسِنُ إلَيْكَ ، أَيْ : أَنَا مِمَّنْ يُحْسِنُ إليكَ إِلاَّ أنَّ الرفعَ فِي (أُحْسِنُ) هُنَا يُضْعِفُ الضَّـمَـان ، أَلاَ تَرَى أَنَّ مَعْنَاهُ : أَنَا كَذَلِكَ وَلَيْسَ فيهِ قُوَّةُ مَعْنَى الإحسان إليه مَعَ الجزمِ؟ وَأَمَّا (يُرْتِعْ وَيَلْعَبْ) فَمَجْزُومَانِ لاَِ نَّهُمَا جَوَابانِ : أَحَدُهُمَا مَعْطُوفٌ عَلَى صَاحِبِهِ ، وَهُوَ عَلَى حَذفِ المَفْعُولِ ، أَيْ : يُرتِعْ مَطيتَهُ فحذَفَ المَفْعُولَ (١).
وقرأَ الحَسنُ وابنُ مُحَيْصِن : (وَأَذِنَ فِي الناسِ) (٢) ، بالتَّخفيف.
قَالَ أَبو الفتح : (أَذِنَ) معطوفٌ عَلَى (بَوَّأَ نَا) فَكَأَ نَّهُ قَالَ : (وَإِذْ بَوَّأْ نَا لاِِبْرَاهِيمَ مَكَانَ الْبَيْتِ) ، وأَذِن ، فَأمَّا قَوْلُهُ عَلَى هَذَا : (يَأْتُوكَ رِجَالاً) فَإنَّهُ انْجَزَمَ لاَِ نَّهُ جوابُ قَولِهِ : (وَطَهِّرْ بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ) ، وَهُوَ عَلَى قِرَاءَةِ الجَمَاعةِ جَوابُ قَوْلِهِ : (وَأَذِّن فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ) (٣).
رَفع الفعلِ المضارع
إسكان المرفوع تخفيفاً
قَرَأَ : (وَيَذَرْكَ) (٤) بِإسْكَانِ الرَّاءِ الأَشْهَبُ.
__________________
(١) تنظر : ص : ٢٥٥. والمحتسب : ١ / ٣٣٣ و ٣٦٣ و ٢ / ١١ و ٨٩ و ١٢٩ و ٣٥٦.
(٢) من قوله تعالى من سورة الحج : ٢٢ / ٢٦ ـ ٢٧ : (وَإِذْ بَوَّأْ نَا لاِِبْرَاهِيمَ مَكَانَ الْبَيْتِ أَن لاَّ تُشْرِك بِي شَيْئاً وَطَهِّرْ بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْقَائِمِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ * وَأَذِّن فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوك رِجَالاً وَعَلَى كُـلِّ ضَامِر يَأْتِينَ مِن كُلِّ فَجّ عَمِيق).
(٣) المحتسب : ٢ / ٧٨.
(٤) من قوله تعالى من سورة الأعراف : ٧ / ١٢٧ : (وَقَالَ الْمَلأُ مِن قَوْمِ فِرْعَونَ أَتَذَرُ مُوسَى وَقَوْمَهُ لِيُفْسِدُواْ فِي الأَرْضِ وَيَذَرَكَ وَآلِهَتَكَ).