المبتدأُ والخبر
قرأ إبراهيمُ فيما رواهُ المغيرةُ والأعمشُ عنه : (نَزَلَ عَلَيْك الْكِتَابُ بِالْحَقِّ) (١) خفيفة الزاي ، ورفع الباء من الكتاب.
قال أَبو الفتح : هذه القراءَة تَدُلُّ على استقلال الجملة التي هي قوله عزّ اسمه : (اللهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ) (٢).
ألاَ ترى أنَّهُ لاَ ضميرَ في قولِهِ : (نَزَلَ عليك الكتابُ) يعودُ على اسم الله تعالى؟ فعلى هذا ينبغي أنْ تكون جملة مستقلّة أيضاً في قولِ مَنْ شَدَّد الزاي ونَصبَ الكتابَ فيكون اسمُ اللهِ مرفوعاً بالابتداء ، وقوله : (لاَ إلَهَ إلاَّ اللهُ) خبر عنه ، ويكون (الحيُّ القيومُ) صفةً لَه وثناءً عليهِ.
وإِنْ شِئتَ جعلتَ قولَهُ : (لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ) خبراً عَنْهُ و (الْحَيُّ الْقَيُّومُ) أيضاً خبرين عنه فيكون له ثلاثة أخبار.
وإن شئت أن تخبَر عَنْ المبتدأِ بعشرة أخبار أَو بِأكثر مِنْ ذَلِك جاز وحَسُنَ لِمَا يتضمّنه كُلُّ خبر مِنْها من الفائدةِ ، فكأ نّه أَخبَر عَنهُ وأَثنى عليهِ ،
__________________
(١) من قوله تعالى من سورة آل عمران : ٣ / ٣ : (نَزَّلَ عَلَيْك الْكِتَابَ بِالْحَقِّ). البحر المحيط : ٢ / ٣٧٧.
(٢) سورة آل عمران : ٣ / ٢.