(سلامٌ عَلَى اليَاسِينَ) (١) ، بغير همز.
قَالَ أَبو الفتح : الياسين على هذا كَأَ نَّهُ عَلَى إرادَةِ يـاءِ النَّسَبِ ، كَأَ نَّـهُ الياسيين كما حكى عنهم صاحب الكتاب (٢) : الأَشعرونَ والنميرونَ ، يريد : الأشعريينَ والنميريينَ ، ورويناهُ عَن قُطرُب عنهم : هؤلاءِ زيدونَ منسوبٌ إلى زيد بغير ياء النسبة وقال أَبو عمرو هَلَكَ اليَزِيدُونَ ، يريد : ثلاثـة يزيديين (٣).
كـلّ
لفظها ومعناها
قرأ قتادة : (وَكُلٌّ أَتَاهُ دَاخِريِنَ) (٤) قَالَ أَبُو الفتحِ : حَمَلَ (أَتَاهُ) عَلَى لَفْظِ (كُل) إذْ كَانَ مفرداً و (دَاخِريِنَ) عَلَى مَعْنَاهُ (٥) ولَو قَلَبَ ذَلِك لَمْ يَحسُنْ ، لَو قَالَ : وكُلُّ أَتَوهُ داخراً قَبُحَ وضَعُفَ ، وذَلِكَ أَنَّكَ لَـمَّـا قُلْتَ : (وَكُلٌّ) فَقَدْ جِئتَ بلفظ مفرد ، فَإذَا قُلتَ (أَتَوهُ) فَقَدْ حَمَلْتَ عَلَى المَعْنَى وانْصَرَفْتَ عَنِ اللْفظِ ، ثُمَّ إذَا قُلْتَ مِنْ بَعْدُ دَاخِراً فَأفْرَدْتَ فَقَدْ تَرَاجَعْتَ إلى مَا انصرفْتَ عنه فكان
__________________
(١) من قوله تعالى من سورة الصافّات : ٣٧ / ١٣٠ : (سَلاَمٌ عَلَى إِلْ يَاسِينَ).
(٢) انظر : الكتاب : ٢ / ١٠٣.
(٣) المحتسب : ٢ / ٢٢٣.
(٤) من قوله تعالى من سورة النمل : ٢٧ / ٨٧ : (وَيَوْمَ يُنفَخُ فِي الصُّورِ فَفَزِعَ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَمَن فِي الاَْرْضِ إِلاَّ مَن شَاء اللهُ وَكُلٌّ أَتَوْهُ دَاخِرِينَ).
(٥) في أَمثلةِ سيبويهِ في الكتاب مراعاة لمعنى كلّ مثل الآية السابقة ، وكمثاله : كلٌّ ذاهبٌ. وقومُك كُلُّهُم ذاهبٌ. والمُبَرِّدُ مَثَّلَ لـ (وَكُل) في الآية السابقة ، وبقوله تعالى : (وَكُلُّهُمْ آتِيهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَرْداً) سورة مريم : ١٩ / ٩٥ ثمَّ عقَّبَ قائلاً فهذا على اللفظ والأوّل على المعنى. الكتاب : ١ / ٢٧٣ و ٢٧٤ و ٢ / ٢٨ والمقتضب : ٢ / ٢٩٨.