وَيَروى النازلونَ والطيبونَ ، والنازلينَ والطيبونَ ، والطيبينَ والنازلونَ ، والرفعُ على هُمْ والنَّصْب عَلَى أَعْنِي. فَكُلَّما اختلفتِ الجملُ كانَ الكلامُ أَفَانِينَ وَضُروباً ، فكانَ أَبلغَ مِنْهُ إذَا ألزمَ شَرْحاً واحِداً ، فقولُك : أُثِني على اللهِ ، أَعطانَا فَأَغْنَى أَبْلَغُ مِنْ قَوْلِك : أُثْنِي على اللهِ المُعْطينا والمُغْنِينا ، لأَنَّ معك هُنا جملة واحدة وهناك ثلاثُ جمل. ويدلّك على صِحَّةِ هذا المعنى قراءة الحسَن : (جَاعِلُ الملائكةِ) (١) بالرفعِ. فهذا على قولِك : هُوَ جاعلُ المَلاَئكةِ ، وَيَشْهَدُ به أَيْضاً قراءةُ خُلَيْد بن نُشَيْط : (جَعَلَ الملائكةَ).
قالَ أَبو عُبيدةَ : إذا طالَ الكلامُ خَرَجُوا مِنَ الرَّفعِ إلى النَّصْبِ وَمِنَ النَّصْبِ إلى الرَّفعِ ، يُريدُ ما نحن عليه ، لتختلف ضروبه وتتباين تراكيبه (٢).
حذف فعل القول
رَوى ابنُ مجاهد عن ابنِ عباس في مُصحَفِ ابنِ مسعود : (وَإذْ يَرْفَعُ إبراهيمُ القَواعِدَ مِنَ البيتِ وَإسْمَاعيلُ وَيَقُولانِ (٣) رَبَّنَا) (٤) وَفيهِ : (والَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونهِ أَولياءَ قَالوا (٥)
__________________
(١) من قوله تعالى من سورة فاطر : ٣٥ / ١ : (الْحَمْدُ لِلَّهِ فَاطِرِ السَّموَاتِ وَالاَْرْضِ جَاعِلِ الْمَلاَئِكَةِ رُسُلاً أُولِي أَجْنِحَة مَّثْنَى وَثُلاَثَ وَرُبَاعَ).
(٢) المحتسب : ٢ / ١٩٨.
(٣) في تفسير القرطبي : ٢ / ١١٥ كما في المحتسب : (ويقولان) بالواو.
كتاب المصاحف لابن أبي داود : ٥٧ والكشاف : ١ / ٧٤ والبحر المحيط : ١ / ٣٨٨ : (يقولان) من غير واو.
(٤) من قوله تعالى من سورة البقرة : ٢ / ١٢٧ : (وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّك أَنتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ) من غير (يقولان).
(٥) ذكر هذه القراءة الفرّاء وأَبو حيَّان ، ولم يذكرها ابنُ أبي داود عندما ذكر اختلاف