كِلاَ يومَيْ طُوَالةَ وصلُ أروى |
|
ظَنُونٌ آنَ مُطَّرَحُ الظُّنُونِ (١) |
فقال : (كِلاَ) ظرف لقوله (ظَنُونٌ) على (وصل أَروى) كَأَ نَّهُ قَالَ : ظَنُونٌ في كلا هذين اليومين وصلُ أَروى ، أَي : هومُتَّهَمٌ فيهما كليهمَا (٢).
حذف الخبر
قَرأَ الأعمشُ ـ وَقَد اختلف عنه ـ : (أَمَنْ خَلَقَ) (٣) خفيفة الميم.
قال أَبو الفتح : (مَنْ) هنا خبر (٤) بمنزلةِ الذي ، وليست باستفهام (٥) كقراءة الجماعة : (أَمَّنْ خَلَقَ) (٦) فكأ نّه قال : الذي خلَقَ السماواتِ والأرضَ وأَنزلَ لَكُم مِنَ السماءِ ماءً فأنبتنا به حدائق ذات بهجة ، ما كان لكم أن تنبتوا شجرَها خيرٌ أَم ما تُشرِكُون؟ ثُمَّ حَذَفَ الخبرَ الذي هو خبرٌ أم ما
__________________
وقال في إعراب القرآن المنسوب إلى الزَّجَّاج : ١ / ٢٧٤ : إنَّ أبا علي خَيَّلَ إلى عَضُدِ الدَّولةِ أنَّهُ استنبط من الشعر ما يدلُّ على جواز ذلك ثمّ استشهدَ بيتِ الشَّمَّاخ .... قال : ولو كان أبو الحسن حاضراً لم يستدلَّ بقول الشَّمَّاخ وإنَّمَا يتبرَّك بقولِهِ عزَّ مِنْ قائِل : (وَبِالآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ) البقرة : ٢ / ٤ ، ألا ترى أنَّ (هم) مبتدأ و (يوقنون) في موضع خبره والجار من صلة يوقنون وقدَّمَهُ على المبتدَأ؟
(١) ديوان الشماخ : ٩٠ والمحتسب : ١ / ٣٢١ والمخصص : ١٥ / ٢١٠ والمقتصد : ٢٤٧ والإنصاف : ١ / ٤٧ وشرح المفصل لابن يعيش : ٣ / ١٠١ وطُوالةُ : بئرٌ لبني مُرَّةَ وغطفانَ في ديار فُزَارةَ والظَنُون كلّ ما لا يوثق به. إعراب القرآن للزجّاج : ١ / ٢٤٧ ولسان العرب : ـ طول ـ ١٧ / ١٤٦.
(٢) المحتسب : ١ / ٣٢١.
(٣) من قوله تعالى من سورة النمل : ٢٧ / ٦٠ : (أَمَّنْ خَلَقَ السَّموَاتِ وَالاَْرْضَ وَأَنزَلَ لَكُم مِّنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَنبَتْنَا بِهِ حَدَائِقَ ذَاتَ بَهْجَة مَّا كَانَ لَكُمْ أَن تُنبِتُوا شَجَرَهَا).
(٤) يريد بالخبر ما يقابل الإنشاء ، حيث أنَّ (من) محلّها مبتدأ.
(٥) هذا رأي الأخفش. انظر : معاني القرآن للأخفش : ١٥٦ / أ.
(٦) سورة النمل : ٢٧ / ٦٠.