مَصْدَرٌ أَيضاً.
أَلاَ تَرَاهُ قَدْ عَلَّقَ بِهِ حَرْفَ الجَرِّ؟ وَهَذَا واضِحٌ.
وَحَسَنٌ أَيْضاً أَنْ يُريدَ بـ (مَسْكَنهم) هُنَا الجَمَاعة ، وإنْ كَانَ قَد جَاءَ بِلَفْظِ الواحدِ ، لِقِلَّتِهِ عَنْ الجماعةِ ، كَمَا أَنَّ قَوْلَهُ سُبْحَانَهُ : (ثُمَّ نُخْرِجكُمْ طِفلاً) (١) ، أيْ : أطفَالاً.
وَحَسنٌ لَفْظُ الواحدِ هُنا لاِ نَّهُ مَوضِعُ تَصغير لِشَأَنِ الإِنْسَانِ وَتَحْقير لاَِمرِهِ فَلاقَ بِهِ ذَكْرُ الواحدِ لِذَلِك لِقلُّتِهِ عَنِ الجَمَاعةِ (٢) ، وَلأَنَّ مَعْنَاهُ أَيضاً نُخْرِجُ كُلَّ وَاحِد مِنْكُم طفْلاً.
وَقَدْ ذَكَرنَا نَحْوَ هَذَا (٣). وَهَذَا مِمَّا إذا سُئِلَ الناسُ عَنْهُ قَالُوا : وضع الواحد موضع الجماعة اتساعا في اللُّغَةِ ، وَأُنْسُوا حِفْظَ المَعْنَى وَمُقَابَلَةَ اللفظِ بِهِ ، لتقوى دلالته عليه وتنظم بالشَّبَه إليْهِ (٤).
فُعْلَى
قَرَأَ : (بِطُغْوَاهَا) (٥) الحسَن.
__________________
ابن خُويلد العقيلي ، والعِلْقَةُ : ثوبٌ قَصِيرٌ بِلا كُمَين تَلْبَسُهُ الجاريةُ ، وَقيلَ أول ثوب يلبسْهُ المولودُ ، ينعت امرأةً بِأَ نَّها كانَت صَغيرةً إلى وقتِ إغارةِ ابنِ هَمَّام على هذا الحيِّ من اليمنِ.
الكتاب : ١ / ١٢٠ والمقتضَب : ٢ / ١٢١ والخصائص : ٢ / ٢٠٨.
(١) سورة الحج : ٢٢ / ٥.
(٢) انظر : بحث أُستاذنا علي النجدي ناصر في مجلة مجمع اللغة العربية بدمشق ج ٢ م ٤٩ لسنة ١٣٩٤ هـ ـ ١٩٧٤ م بعنوان من أسرار القرآن.
(٣) انظر : المحتسب : ٢ / ٨٧.
(٤) المحتسب : ٢ / ٢٦٦ ـ ٢٦٧.
(٥) من قوله تعالى من سورة الشمس : ٩١ / ١١ : (كَذَّبَتْ ثَمُودُ بِطَغْوَاهَا).