يَصْرِفْهَا لاجتماع التعريف والتأنيثِ في معنى السورة (١).
وأما قراءة الحسن (صادِ) (٢) بالكسر فَقَدْ تَقَدَّمَ أَنَّه يُريدُ بِهَا مِثَال الأمر من صادَيِتُ ، أيْ : عارضْ عَمَلَك بالقرآن ، فَلا وَجه لاعادتِهِ. وقيل (قاف) جبل محيط بالأرض (٣) فكانَ قياسُه الرفعُ ، أيْ : هُوَ (قاف) وقد تَمَحَّل الفرّاء في هذا فقال (٤) : جاء ببعض الاسم كقوله : قَلْنَا لَهَا قِفي لَنَا قَالَتْ قَافْ وَفيِ هذا ضعفٌ ، ألاَ تَرَى إلى الفتحِ والكَسْرِ فيهِ (٥)؟
٣ ـ التبلغ بالحركة
قَرَأَ أَبو السَّـمـَّال : (قُمُ الليلَ) (٦) وَرَوح ـ عَنْ أبي اليقظان ـ قال : سَمِعْتُ أَعرابياً من بلعنبر يَقْرَأُ كَذَلِك.
قال أَبو الفتح : عِلَّةُ جوازِ ذَلِك أَنَّ الغَرَضَ فِي هَذِهِ الحركةِ إنَّمَا التبلُّغُ بِهَا هَرباً مِنْ اجتماعِ الساكنين فَبَأَيّ الحركات حَرَّكْتَ أَحدَهُمَا فَقَدْ وقعَ الغرضُ (٧) ، وَلَعَمْرِي إِنَّ الكسر أكثرُ ، فأَمَّا أَلاَّ يَجُوزُ غَيْرُهُ فَلاَ.
__________________
(١) نسب الزجّاج هذا القول إلى الأَخفش. معاني القرآن وإعرابه للزجّاج : ١ / ٢٧.
(٢) ينظر : ما تقدّم في : ص : ٣٢١ والمحتسب : ٢ / ٢٣٠.
(٣) هذا قول الفرّاء. انظر : معاني القرآن للفرّاء : ٣ / ٧٥.
(٤) ينظر : معاني القرآن للفرّاء : ٣ / ٧٥.
(٥) المحتسب : ٢ / ٢٨١.
(٦) من قوله تعالى من سورة المزمّل : ٧٣ / ٢ : (قُمِ اللَّيْلَ إِلاَّ قَلِيلاً).
(٧) هذَا قولَ سيبويه في الكتاب : ٢ / ١٦٠ ، وقال أبو حيَّان : قرأ الجمهور (قُمِ اللَّيلَ) بكسر الميم على أصل التقاء الساكنين ، وأبو السمَّال بضمِّها إتباعاً للحركة من القاف ، وقرئ بفتحها طلباً لتخفيفِ ، قال ابن جني : الغرض بالحركةِ الهُرُوبُ من التقاء الساكنين فبأي حركة تحرَّكَ الحرفُ حَصَلَ الغرض. ينظر : البحر المحيط : ٨ / ٣٥٣.