التمييـز
قَرَأَ ابنُ عباس وابنُ مسعود والأَعمش ـ بخلاف ـ ومجاهد وسليمان التيمي : (وَلَوْ جِئنَا بِمِثْلِهِ مِدَاداً) (١).
قَالَ أَبو الفتحِ : (مِدَاداً) منصوبٌ على التمييز ، أيْ : بِمِثْلِهِ مِنَ المِدَادِ فَهوَ كَقَوْلِك : لِي مثله عبداً ، أَيْ : مِنَ العبيد ، وعلى الَتمْرَةِ مِثلُهَا زُبْداً ، أي : من الزُبدِ (٢).
وقَرَأَ عِكرِمَة : (جَدَّا رَبُّنَا) (٣).
قال أبو الفتح : أَمَّا انتصابُ (جَدَّا) فَعَلَى التمييزِ ، أيْ : تَعالَى رَبُّنَا جَدا ، ثُمَّ قُدِّمَ المُمَيز عَلى قَولِك : حَسُنَ وَجْهَا زَيْدٌ (٤).
__________________
(١) من قوله تعالى من سورة الكهف : ١٨ / ١٠٩ : (قُل لَّوْ كَانَ الْبَحْرُ مِدَاداً لِّكَلِمَاتِ رَبِّي لَنَفِدَ الْبَحْرُ قَبْلَ أَن تَنْفَدَ كَلِمَاتُ رَبِّي وَلَوْ جِئْنَا بِمِثْلِهِ مَدَداً).
(٢) المحتسب : ٢ / ٣٥.
(٣) من قوله تعالى من سورة الجن : ٧٢ / ٣ : (وَأَ نَّهُ تَعَالَى جَدُّ رَبِّنـَا مَا اتَّخَذَ صَاحِبَةً وَلاَ وَلَداً).
(٤) المحتسب : ٢ / ٣٣٢.