كَذِبَ كَانَ شرّاً لَهُ ، أَيْ : كَانَ الكَذِبُ شَرّاً لَهُ (١) ، وَقَول الآخر :
إذَا نُهِيَ السَّفِيهُ جَرَى إلَيْهِ |
|
وَخَالَفَ وَالسَّفِيهُ إلَى خِلاَفِ (٢) |
أَيْ : جَرَى إلى السَّفَهِ ، وَأَضمَرَهُ لدلالة السَّفِيهِ عَلَيهِ. فَأَمَّا (وَسَّطْنَ) بالتَشْدِيدِ فَعَلَى مَعْنَى مَيَّزْنَ بهِ جَمعاً ، أَيْ : جَعَلْنَهُ شَطْرينِ : قِسمَينِ : أيْ : شِقَّينِ ومعنى وَسَطنَهُ : صِرْنَ فِي وسطه ، وإنْ كَانَ المعنيانِ مُتلاقِيَينِ ، فَإنَّ الطريقينِ مُخْتَلَفِانِ : وَمَعْنَى (وَسَطْنَ) خَفيفة كمعنى تَوَسَّطْنَ ، أَلاَ تَرَى إلى قَوْلِهِ :
فَتَوَسَطَا عُرْضَ السَّرِيِّ وَصَدَّعَا |
|
مَسْجُورَةً مُتَجَاوِراً قُلاَّمُهَا (٣) |
وَوَسَّطْنَهُ ـ مُشَدَّدَةً ـ أَقوى مَعْنَىً مِنْ وَسَطْنَهُ مُخَفَّفَا لِمَا مَعَ التَّشْدِيدِ مِنْ معنى التكثيِرِ وَالتَّكْرِيرِ (٤).
بين المصدر واسم الفاعل
قَرَأَ : (سَالَ سَيْلٌ) (٥) ابنُ عباس.
قَالَ أَبو الفتح : السَّيلُ هُنَا : الماءُ السَّائِل ، وَأَصْلُهُ المَصْدَر مِنْ قَوْلِك : سَالَ
__________________
(١) انظر : الكتاب : ١ / ٣٩٥ والتمام : ٦٩.
(٢) تقدّم الشاهد في : ص : ٢٠٥.
(٣) البيت للبيد بن ربيعة من قصيدته المطولة التي أَسموها المعلّقة ، وروى (فرمى بها) مكان (فتوسَّطا) وضمير توسَّطا يعود على العَيرِ والأتان ، والعَرْضُ : الناحية ، والسّري : النهر الصغير ، والتَصْدِّيعُ : التشقِّيق ، وَالسَّجر : المَلْئُ ، أي : عيناً مسجورةً ، حذف الموصوف لَمَّا دلّتْ عليه الصِّفَةُ. القُلام : ضربٌ من النبتِ. أي : إنَّهُمَا قد وردا عيناً ممتلئةً ماءً فَدَخَلا فيها من عرض نهرِهَا وقد تجاور نبتها. انظر : ديوان لبيد : ٣٠٧ وشرح المعلّقات للزوزني : ١٠٢ ومعجم شواهد العربية : ١ / ٣٥٧.
(٤) المحتسب : ٢ / ٣٧٠ ـ ٣٧١.
(٥) من قوله تعالى من سورة المعارج : ٧٠ / ١ : (سَأَلَ سَائِلٌ بِعَذَاب وَاقِع).