وَلَوْ جَعَلْتَهُ حَالاً مِنَ الّذينَ كانَ العامل في الحال غير العامِل فِي صاحَبِها وإنْ كَانَ ذَلِك جائزاً ، كَقولِهِ تَعَالَى : (وَهُوَ الْحَقُّ مُصَدِّقاً) (١) ، إلاَّ أَنَّ الأَوّلَأوجَهُ.
وإن شِئْتَ نَصَبْتَ (أَشِدَّاءَ) و (رُحَمَاءَ) عَلَى المدحِ ، وَأَصِفُ وَأَزَكّي أَشِدَّاء وَرُحَمَاءَ (٢).
وقوع المصدر حالاً
قَرَأَ ابنُ السَّمَيْفَع : (الرّيَاحَ بُشْرَى) (٣) مِثل حُبلَى.
قَالَ أَبو الفتح : (بُشْرَى) ، مصدرْ وَقَعَ مَوقعَ الحالِ ، أيْ : مُبَشّرَةً ، فَهْوَ كَقَوْلِهِمْ : جاءَ زيْد ركضاً ، أَيْ : رَاكِضاً وَهَلُمَّ جَرّاً ، أَيْ : جَاراً أَو مُنجَرَّاً ، وَمِنْهُ قَوْلُ اللهِ تَعَالَى : (ثُمَّ ادْعُهُنَّ يَأْتِينَك سَعْياً وَاعْلَمْ أَنَّ اللهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ) (٤) أَيْ : سَاعِيات. وَمثِلهُ قَولُهُ :
فَأَقْبَلْتُ زَحْفاً عَلَى الرُّكْبَتَينِ |
|
فَثَوْباً نَسِيتُ وَثَوباً أَجُرُّ (٥) |
__________________
(١) من قوله تعالى من سورة البقرة : ٢ / ٩١ : (قَالُواْ نُؤْمِنُ بِمَا أُنْزِلَ عَلَيْنَا وَيَكْفُرُونَ بِمَا وَرَاءَهُ وَهُوَ الْحَقُّ مُصَدِّقاً لِّمَا مَعَهُمْ قُلْ فَلِمَ تَقْتُلُونَ أَنْبِيَاءَ اللهِ مِن قَبْلُ إِنْ كُنْتُمْ مُّؤْمِنِينَ).
(٢) المحتسب : ٢ / ٢٧٦.
(٣) من قوله تعالى من سورة الفرقان : ٢٥ / ٤٨ : (وَهُوَ الَّذِي أَرْسَلَ الرِّيَاحَ بُشْراً بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَـتِهِ).
(٤) سورة البقرة : ٢ / ٢٦٠.
(٥) البِيت لاِمرِئ القيس : ويروى الصدر هكذا :
فَلَمَّا دَنَـوتُ تَسدَّيْتـهَا |
|
...... |
ويروى (فثوب علي) مكان (فثوباً نسيت) و (لبست) مكان (نسِيت).