ذَلِكَ لاَِنَّ الجُملَةَ نكرةٌ ، كما أنَّ المفردَ هنا لو وقعَ لم يكنْ إِلاَّ نكرةً لاَِنَّ موصوفَهُ نكرةٌ (١).
بين الصفة وموصوفها
قَرَأَ عيسى الثقفي (٢) : (الزانيةَ والزانِيَ) (٣) بالنصب.
قَالَ أَبو الفتح : وهذا منصوبٌ بفعل مُضمَر أَيضاً .... ولاَ مَوضِعَ لِقولِهِ تَعالى : (فَاجْلِدُوا كُلَّ وَاحِد مِّنْهُمَا مِاْئَةَ جَلْدَة) لاَِ نَّهُ تفسيرٌ ولاَ يكونَ وصَفاً لـ (الزَّانِيَةَ وَالزَّانِيَ) مِنْ حَيْثُ كانَتِ المعرفةُ لا تُوصَفُ بالنَّكِرَةِ وكلُّ جُملَة فهي نَكِرةٌ.
وأَيضاً فَإنّ الأمرَ لا يُوصفُ بهِ كَما لا يُوصفُ بالنَّهي ، ولا بالاستفهام (٤) لاستبهامِ كُلِّ واحد منْ ذلك لعدمِ الخبرِ مِنْهُ.
وأَيضاً فَإنَّ المَوْصُوفَ لا تَعرِضَ بَينَهُ وبَينَ صِفتِهِ الفاءُ. لا تقول مَرْرتُ برجل فَيضربُ زيداً ، وذَلِكَ لاَِنَّ الصّفَةَ تَجري مَجرَى الجزءِ مِنَ الموصوفِ
__________________
(١) المحتسب : ١ / ٣٦٢ ـ ٣٦٣.
(٢) وتنسب لغيره : انظر : مختصر في شواذ القرآن : ١٠٠ وإعراب القرآن المنسوب إلى الزَّجَّاج : ٣ / ٩٣٧ ـ ٩٣٨ وزاد المسير : ٦ / ٥ والبحر المحيط : ٦ / ٤٢٧ وروح المعاني : ١٨ / ٦٨.
(٣) من قوله تعالى من سورة النُّور : ٢٤ / ٢ : (الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي فَاجْلِدُوا كُلَّ وَاحِد مِّنْهُمَا مِاْئَةَ جَلْدَة).
(٤) وقَد يَردُ ما ظِاهرُهُ أنّهُ نعتٌ بالجملةِ الطلبيةِ فيخرجُ على إضمارِ القولِ ويكونُ المُضمَرُ صِفَةً والجملةُ الطلبيَّةُ معمولَ المُضْمَرِ كقولِهِ :
حَتى إذا جَنَّ الظَّلاَمُ واختلطْ |
|
جاؤُوا بِمَذق هَلْ رأيتَ الذَئبَ قَطْ؟ |
والتقدير : بِمَذْق مقول فيه : رأيتَ الذِّئبَ قطْ؟ شرح ابن عقيل : ٢ / ١٩٩ ـ ٢٠٠.