الحال من الضمير
قَرَأَ أَبُو المَهلَّب مُحارِب بن دِثار : (شُهَدَاءَ لِلَّهِ) (١) مَضمُومَةَ الشَّين مفتوحَةَ الهاءِ ممدودةً على فُعَلاء.
قالَ أَبو الفتح : هُو منْصُوبٌ على الحالِ مِن الضَّميرِ في المُستَغْفِرِينَ (٢) ، أَيْ : يَستَغْفِرُونَهُ شُهَدَاءَ لِلَّهِ أَنَّهُ لاَ إلهَ إِلاَّ هُوَ (٣).
وقرأ أَبُو السَّـمَّـال : (أَبشرٌ مِنَّا) ـ بالرفع ـ (واحداً نَتَّبِعُهُ) (٤) بالنَّصب ، قال أبو الفتح : أَمَّا انتصابُ (واحداً) فإنْ شِئْتَ جعلتَهُ حالاً من الضَّمِيرِ في (مِنَّا) (٥) ، أي أيُنَبَّأُ بشرٌ كائن مِنَّا؟ والنَّاصبُ لهذا الحال الظرفُ (٦) كقولك : زيدٌ في الدار جالساً.
وإنْ شِئْتَ جعلتَهُ حالاً من الضَّمير في قولِهِ : (نتَّبِعُهُ) ، أي : نتَّبِعُهُ واحداً منفرداً لا ناصرَ له ، ويؤكِّدُهُ قولُهُ : (وَقَالُوا مَجْنُونٌ وَازْدُجِرَ) (٧) وَنَظَائِرُهُ في
__________________
(١) من قوله تعالى مِن سورة آل عمران : ٣ / ١٨ : (شَهِدَ اللهُ أَنَّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ وَالْمَلاَئِكَةُ وَأُوْلُواْ الْعِلْمِ قَآ ئِمَاً بِالْقِسْطِ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ).
(٢) من قوله تعالى من سورة آل عمران : ٣ / ١٧ : (الصَّابِرِينَ وَالصَّادِقِينَ وَالْقَانِتِينَ وَالْمُنْفِقِينَ وَالْمُسْتَغْفِرِينَ بِالاَْسْحَارِ).
(٣) المحتسب : ١ / ١٥٥ ـ ١٥٦.
(٤) من قوله تعالى من سورة القمر : ٥٤ / ٢٤ : (فَقَالُوا أَبَشَراً مِّنَّا وَاحِداً نَّـتَّبِعُهُ إِنَّا إِذاً لَّفِي ضَلاَل وَسُعُر).
(٥) أي الضمير المستقرّ في متعلّقه.
(٦) يطلق أبو الفتح : الظرفَ على الجارِّ والمجرورِ وهو بذلك يقلِّدُ سيبويه الذي يرى أنّ الجار والمجرور بمنزلة الظرف. انظر : الكتاب : ١ / ٢٠٣.
(٧) سورة القمر : ٥٤ / ٩.