القرآن كَثِيرةٌ ، وَنَحوه قَوْلُهُ تَعَالَى : (قَالُوا أَنُؤْمِنُ لَك وَاتَّبَعَك الاَْرْذَلُونَ) (١) وَقَوْلُهُ : (قَالَ أَلَمْ نُرَبِّك فِينَا وَلِيداً) (٢) ونحو ذلك (٣).
وَقَرأ أبو عِياض : (لِتَرْكَبُوهَا زِينَةً) (٤) ، بلا واو.
قالَ أَبو الفتح : لَك فِي نَصْبِ (زِينة) وجهانِ :
١ ـ إنْ شَئْتَ كَانَ مُعَلَّقاً بِمَا قَبْلَهُ ، أي : خَلَقَهَا زِينَةً لِتَرْكَبُوهَا.
٢ ـ وإنْ شِئْتَ كَانَ عَلَى قَولِك : تَرْكَبُوهَا زِينةً فزينة هنا حال من (هَا) في (لِتَرْكَبُوهَا) وَمَعْناهُ : كقوله تعالى : (وَلَكُمْ فِيهَا جَمَالٌ) (٥). (٦)
وَقَرأ الحَسَنُ : (أَيْـمَـانٌ عَلَيْنَا بَالِغَةَ) (٧) بالنَّصْبِ.
قَالَ أَبو الفتحِ : يجوزُ أَنْ يَكُونَ (بالغةً) حالاً (٨) من الضمير في (لَكُمْ) لأَ نَّهُ خبرٌ عَن (أَيْمَان) فَفِيهِ ضميرٌ مِنْهُ.
وَإنْ شِئْتَ جَعلته حالاً من الضَّمير في (علينا) إذا جعلتَ (علينا) وصفاً
__________________
(١) سورة الشعراء : ٢٦ / ١١١.
(٢) سورة الشعراء : ٢٦ / ١٨.
(٣) المحتسب : ٢ / ٢٩٨ ـ ٢٩٩.
(٤) من قوله تعالى من سورة النحل : ١٦ / ٨ : (وَالْخَيْلَ وَالْبِغَالَ وَالْحَمِيرَ لِتَرْكَبُوهَا وَزِينَةً وَيَخْلُقُ مَا لاَ تَعْلَمُونَ).
(٥) من قوله تعالى من سورة النحل : ١٦ / ٦ : (وَلَكُمْ فِيهَا جَمَالٌ حِينَ تُرِيحُونَ وَحِينَ تَسْرَحُونَ).
(٦) المحتسب : ٢ / ٨.
(٧) من قوله تعالى من سورة القلم : ٦٨ / ٣٩ : (أَمْ لَكُمْ أَيْمَانٌ عَلَيْنَا بَالِغَةٌ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ إِنَّ لَكُمْ لَمَا تَحْكُمُونَ).
(٨) وَذَهَبَ الفرّاء إلى أنّ الحَسَنَ نَصَبَها علَى مذَهبِ المَصْدَر. انظر : معاني القرآن للفرّاء : ٣ / ١٧٦.