صِفَةٌ لِيومِ عَلَى معناهُ ، دُونَ لَفْظِهِ (١).
حذفُ الموصوفِ وإقامة الصفةِ مقامه
قَرَأ عمرو بنُ فائد : (بِسُورةِ مثلِهِ) (٢) بالإضَافُةِ.
قال أَبو الفتح : هُو عِنْدِي عَلَى حَذِفِ الموصوفِ وإقامةِ الصفةِ مقامَهُ ، أَيْ : بسورة كلام مثلِهِ أو حديث مثلِهِ أو ذكر مثلِهِ ، وقد ذَكرنَا حذفَ الموصوف (٣) وإقامة الصفة مقامه (٤).
وقَرَأَ ابنُ أَبي إسحاق وإبراهيم بن أَبي بُكَير : (فِي يَوْمِ عَاصِف) (٥) بالإضَافةِ قَالَ أَبو الفتح : هَذَا على حذفِ الموصوفِ وإقامَةِ الصِّفةِ مَقَامَه ، أَيْ : فِي يَوْمِ ريح عاصف ، وحَسُنَ حذفُ الموصُوفِ هُنَا شيئاً ; لاَِ نّهُ قَد أَلِفَ حَذْفُهُ فِي قَرِاءةِ الجماعة : (فِي يَوم عاصف) ، فَإنْ قِيلَ : فَإذَا كَانَ (عَاصِف) قَدْ جَرَى وصْفاً عَلَى (يوم) فَكَيْفَ جَازَ إضَافَةُ (يَوم) إليهِ ، والمَوصُوفُ لاَ يُضافُ إلى صِفَتِهِ ، إِذ كانت هي هو فِي المَعْنَى والشيءُ لاَ يُضَافُ إلى نفسِهِ؟ أَلاَ تَرَاك لاَ تقول : هَذَا رَجُلُ عَاقِل ، ولاَ غلامُ ظريف ، وأَنْتَ تُريدُ الصفةَ؟ قِيْلَ : جَازَ ذَلِكَ مِنْ حَيْثُ كَانَ (اليوم) غير العاصف في المعنى.
وإنْ كَانَ إيّاهُ في اللفظ لاَِنَّ العَاصِفَ فِي الحقيقةِ إنَّما هو الريحُ
__________________
(١) المحتسب : ٢ / ٣٦٢ ـ ٣٦٣.
(٢) من قوله تعالى من سورة يونس : ١٠ / ٣٨ : (أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ قُلْ فَأْتُواْ بِسُورَة مِّثْلِهِ).
(٣) انظر : المحتسب : ١ / ٣٦٠.
(٤) المحتسب : ١ / ٣١٢.
(٥) من قوله تعالى من سورة إِبراهيم : ١٤ / ١٨ : (مَّثَلُ الَّذِينَ كَفَرُواْ بِرَبِّهِمْ أَعْمَالُهُمْ كَرَمَاد اشْتَدَّتْ بِهِ الرِّيحُ فِي يَوْم عَاصِف).