أنْ يُعْلَمَ. وَقَدْ ذَكَرْنَا ذاك هُنَاك (١).
نائبُ الفاعلِ
١ ـ مِنْ أَسباب استعمالِ نائبِ الفاعِل العنايةُ بالمفعول
قَرَأَ يزيدُ البَرْبَرِي (٢) : (وَعُلِّمَ آدَمُ الأسماءَ كُلَّهَا) (٣).
قالَ أَبو الفتح : ينبغي أنْ يُعْلَمَ ما أَذْكُرُهُ هُنَا ، وذَلِك أَنْ أَصْلَ وضعِ المفعولِ أنْ يَكُون فضلةً وَبَعْدَ الفاعلِ ، كَضربَ زيدٌ عمراً ، فَإذَا عَنَاهُمْ ذِكرُ المفعولِ قَدَّمُوهُ عَلى الفاعلِ ، فَقَالوا : ضَرَبَ عمراً زيدٌ. فَإنْ ازدادتْ عنايتُهُمْ بهِ قدَّمُوهُ على الفعلِ النَّاصِبِهِ ، فقالوا : عمراً ضَرَبَ زيدٌ (٤). فإن تظاهرتِ العنايُة بهِ يعقَدُوهُ على أَنَّهُ ربُّ الجملةِ ، وَتَجَاوَزُوا بهِ حَدَّ كَونِهِ فضلة فقالوا : عمروٌ ضربَهُ زيدٌ فجاؤوا بهِ مجيئاً يُنافِي كونِهِ فضلةً ، ثُمَّ زادوهُ على هذه الرّتبَةِ فقالوا : عَمْروٌ ضَرَبَ زَيدٌ (٥) فَحَذَفُوا ضَمِيرَهُ وَنَوَوْهُ ، وَلَمْ يَنْصِبُوهُ على ظاهرِ
__________________
(١) المحتسب : ١ / ١١١ ـ ١١٢.
(٢) سمَّاهُ ابنُ خالويه وأبو حيَّان : يزيد اليزيدي.
انظر : مختصر في شواذ القرآن : ٤ والبحر المحيط : ١ / ١٤٥.
(٣) من قوله تعالى من سورة البقرة : ٢ / ٣١ : (وَعَلَّمَ آدَمَ الأَسْمَاءَ كُلَّهَا ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلاَئِكَةِ فَقَالَ أَنبِئُونِي بِأَسْمَاءِ هَؤُلاَءِ إِنْ كُنتُمْ صَادِقِينَ).
(٤) لاَِنَّ الغرضَ هُنا ليسَ بذكرِ الفاعلِ وإنَّمَا هو بذكرِ المفعولِ.
انظر : المحتسب : ١ / ٣٦٢.
(٥) قال الصَّفَّار : أجازَ سيبويه في الشِّعر زيدٌ ضَرَبتُ بحذف العائدِ ورفع زيد وَمَنَعَ ذلك الكسائِي والفرّاءُ وأصحاب سيبويه. حكي عن أبي العَباس أنَّهُ قَالَ لا يُضطرُّ شاعرٌ إلى