استَقَامُوُا) (١) بضَمِّ الواوِ.
قال أَبو الفتح : هذا على تشبيه هذه الواوِ بواوِ الجماعةِ نحو (اشْتَرَوُا الضَّلاَلَةَ) كما شبهت تلك أَيضاً بهذه فقرؤوا : (اشتَروِا الضلالة) (٢) وقد مضى ذلك (٣).
ج ـ حركة الياء
قرأَ الحسن وأَبو عمرو (٤) ـ بخلاف عنهما ـ : (هِيَ عَصَايِ) (٥) بكسرِ الياءِ مثل غلامي (٦).
وقرأ : (عَصَايْ) ابن أَبي إسحاق إيضاً (٧).
قال أَبو الفتح : كَسْرُ الياءِ في نحوِ هذا ضعيفٌ ، استثقالاً للكسرة فيها ، وهرباً إلى الفتحةِ كـ (هُدَايَ) (٨) و (يا بُشْرَايَ) (٩) إلاَّ أَنَّ للكَسْرَةِ وجهاً ما.
__________________
(١) من قوله تعالى من سورة الجن : ٧٢ / ١٦ : (وَأَلَّوِاسْتَقَامُواعَلَى الطَّرِيقَةِ لاَسْقَيْنَاهُم مَّاءً غَدَقاً).
(٢) اُنظر : ص : ١٠٨.
(٣) المحتسب : ٢ / ٣٣٣.
(٤) الذي في المحتسب : ٢ / ٤٨ : (قراءة الحسن عمرو) وهو تحريفٌ وما أثبتناهُ عن البحر المحيط : ٦ / ٢٣٤. حيث قال أبو حيان : وقرأ الحسن عصايِ بكسر الياء وهي مروية عن ابن أبي إسحاق وأبي عمرو معاً.
(٥) من قوله تعالى من سورة طه : ٢٠ / ١٨ : (قَالَ هِيَ عَصَايَ أَتَوَكَّأُ عَلَيْهَا وَأَهُشُّ بِهَا عَلَى غَنَمِي وَلِيَ فِيهَا مَآ رِبُ أُخْرَى).
(٦) هذا التمثيل لابن مجاهد وسيردُّ عليه ابنُ جِنِّي قريباً.
(٧) وبها قرأ الجَحدري أيضاً. انظر : البحر المحيط : ٦ / ٢٣٤.
(٨) من قوله تعالى من سورة البقرة : ٢ / ٣٨ : (فَمَن تَبِعَ هُدَايَ فَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَهُمْ يَحْزَنُونَ).
(٩) من قوله تعالى من سورة يوسف : ١٢ / ١٩ : (يَا بُشْرَى هَذَا غُلاَمٌ) قال مكي بن أبي طالب : «قرأ الكوفيّون بغير ياء بعد الألف وقرأ الباقون بياء مفتوحة بعد الألف».