وقرأَ إِبراهيم : (وَلَم يَكُنْ لَهُ صَاحِبةٌ) (١) بالياء.
قال أبو الفتح : يَحْتَمِلُ التذكيرُ هنا ثلاَثة أَوجه :
أحدها : ...... (٢).
والثاني : أنْ يكون في (يكن) ضمير الشأن والحديث على شريطة التفسير وتكون الجملة بعده تفسيراً له وخبراً كقولك كانَ زيدٌ قائمٌ أَي كان الحديث والشأن زيدٌ قائمٌ (٣).
د ـ جواز جعل اسم كان نكرةً
رُويَ عن عاصم أَنَّهُ قرأَ : (وَمَا كانَ صلاتَهُمْ عِنْدَ البيتِ) نَصباً ، (إِلاَّ مكاءٌ وتصديةٌ) (٤) رَفْعاً. رواهُ عُبيد اللهِ عن سفيان عن الأعمش أَنَّ عاصماً قرأَ كَذَلِك.
قالَ الأعمش : وإِنْ لَحَنَ عَاصِمٌ تلحن أَنت؟ وقد رُويَ هذا الحرفُ أَيضاً عن أَبان بنِ تَغْلِب أَنَّهُ قَرَأَ كذلك.
قال أَبو الفتح : لسنا ندفع أَنْ جَعلَ اسم كانَ نكرة وخبرها معرفة قبيح (٥) فإنّما جاءت منه أبيات شاذّة (٦) وهو في ضرورة الشعر أعذر ، والوجه
__________________
(١) من قوله تعالى من سورة الأنعام : ٦ / ١٠١ : (بَدِيعُ السَّموَاتِ وَالأَرْضِ أَنَّى يَكُونُ لَهُ وَلَدٌ وَلَمْ تَكُن لَّهُ صَاحِبَةٌ وَخَلَقَ كُلَّ شَيْء وهُوَ بِكُلِّ شَيْء عَلِيمٌ).
(٢) تقدّم ذكر هذا الوجه وبقية الأوجه في : ص : ١٦٠.
(٣) انظر : المحتسب : ١ / ٢٢٤ وص : ١٦٠.
(٤) سورة الأنفال : ٨ / ٣٥ : (وَمَا كَانَ صَلاَتُهُمْ عِنْدَ البَيتِ إِلاَّ مُكَاءً وَتَصَدْيِةً).
(٥) لأ نّهم كرهوا أن يبدأوا بما فيه اللبس ويجعلوا المعرفة خبراً لما يكون فيه هذا اللبس.
انظر : الكتاب : ١ / ٢٢.
(٦) انظر : بعض الشواهد في الكتاب : ١ / ٢٣ ـ ٢٥.