النَّدْبَة
قَرَأَ : (ابْنَاهُ) (١) ممدودة الألف السُّديّ عَلَى النداءِ ، وبَلَغَنِي أَنّه عَلَى التَّرثِّي.
قَالَ أبو الفتح : قراءة السُّدْيّ : (ابْنَاهُ) يريدُ بِهَا النُّدبة ، وهْو قَولهِمِ : التَّرثِّي.
وهْو عَلَى الحكايةِ : أَيْ قَالَ لَهُ : يَا ابْنَاهُ ، على النداءِ ولو أرادَ حقيقة الندبةِ لم يكنْ بُدٌّ مِن أحِد الحرفين يا ابناه أو وابناه كَقَولِك فِيهَا : وازَيْدَاهُ ويَا زَيدَاهُ (٢).
التَّرْخِيم
قَرَأَ عَليّ بنُ أَبِي طَالِب (عليه السلام) وابنُ مَسْعُود (رضي الله عنه) ويَحْيَى والأعْمَش (يَا مَالِ) (٣).
__________________
(١) من قوله تعالى من سورة هود : ١١ / ٤٢ : (وَنَادَى نُوْحٌ ابْنَهُ).
(٢) المحتسب : ١ / ٣٢٢.
(٣) من قوله تعالى من سورة الزخرف : ٤٣ / ٧٧ : (وَنَادَوْا يَا مَالِكُ لِيَقْضِ عَلَيْنَا رَبُّكَ).
وقراءَة : (يَا مَالِ) ، على الترخيم الذي هو لترقيق الأسماء وتليينها وتسهيل النُّطقِ بها بحذف أواخرها ، ولأنَّ أهل النار في شُغُل شَاغِل عن التَّرخيم ، حملَهُ ابنُ جنَّي على الضَّعفَ الذي لحِقَهم من العذاب فاختصروا بحذف بعض حروف الاسم المنادى.
ونسبةُ هذه القراءة إلى الإمام علي عليه السلام ، لم تثبت بسند صحيح ، وإنَّما نُسِبَتْ إليه من غير إسناد في : القراءات الشاذة لابن خالويه (ت / ٣٧٠ هـ) ، والجامع لأحكام القرآن للقرطبي ، تحقيق الدكتور التركي : ١٩ / ٨٤ ، ومجمع البيان : ٩ / ٩٥ ، والبحر المحيط : ٨ / ٢٧ ، ولعلّ الأصل فيها هو ابن خالويه الذي لم يذكرْ عَمَّن أخذها ، إذ لم نجد أحداً أَخرجها عنه عليه السلام بطريق معتبر ، ولا غير معتبر. بل لم يسبقِ ابنَ خالويه أَحدٌ